أفرزت القرعة مواجهات متكافئة، ستحفل حتما بالندية والإثارة، بين أندية سبق لها أن واجهت بعضها البعض، مما سيجعلها تتأرجح بين رد الإعتبار وتأكيد القوة، مباراتا اليوم ستكونان صراعا مفتوحا بين المدرسة الإنجليزية ونظيرتها الأيبيرية ممثلة في فياريال الإسباني وبورطو البرتغال. ما نشستر يونايتد الإنجليزي ضد بورطو البرتغالي بعد مباراة إياب دور الثمن التي جمعت مانشستر يونايتد بإنتر ميلانو الإيطالي، شرع أنصار الشياطين الحمر في التطلع لخماسية تاريخية، ستحقق بفضل مناعة خط دفاعهم، تماسك خط وسطهم وفعالية هجومهم، لكن مبارتي ليفربول وفولهام في الدوري الإنجليزي، جعلتا أصدقاء كريستيانو رونالدو يعودون إلى أرض الواقع، بعد تلقيهم ستة أهداف وتسجيلهم فقط هدفا واحدا، ليتقلص فارق النقط عن مطاردهم الجديد ليفربول إلى نقطة يتيمة. ولهذا سيدخلون مباراة اليوم محترسين من مفاجأة برتغالية قد تعكر صفو موسم واعد، خاصة إذا علمنا أن مانشستر يونايتد سبق لها أن أقصيت مرتين من طرف ممثلي الكرة البرتغالية، بنفيكا وبورطو. احترام مستوى الكرة البرتغالية والتعاقد مع لاعبين برتغاليين: كريستيانو رونالدو وناني بالإضافة إلى البرازيلي أندرسون القادم من بورطو، سيساعد المدرب فرغسون على تجاوز هذه العقبة الكأداء واكتمال صفوف الشياطين الحمر، سيمنح للمدرب البريطاني عدة خيارات تكتيكية، قد تدفعه إلى اعتماد خطة 4-3-3، بوضع دفاع رباعي مؤلف من ريو فيرديناند وفديتش في العمق الدفاعي، مساندين بالظهيرين إفرا وأوشي أو براون، أمام الحارس العملاق فان درسار. وفي وسط الميدان على ثلاثي يجمع بين تكسير عمليات الفريق الخصم وعلى مساندة خط الهجوم، بفضل تسربات الكوري بارك وسكولز أو قذفات كاريك، فيما يتكفل الثالوث الرائع، روني، برباطوف وكريستيانو رونالدو بتحويل الفرص إلى أهداف. هذا النهج التكتيكي المرتبط بفرض ضغط على حامل الكرة في منتصف ملعب الفريق الخصم، يسمح للشياطين الحمر بالهجوم بخمسة لاعبين دائمين وبتراجع سبعة لاعبين إلى خط الدفاع عند فقدان الكرة، مع خلق حملات مضادة سريعة بواسطة النفاثتين، بارك وكريستيانو رونالدو، ورغم توفر الشياطين الحمرعلى العديد من نقط القوة، فإنهم سيعملون على الحد من فعالية الهداف الأرجنتيني ليساندرو لوبيز( 6 أهداف في عصبة الأبطال)، بحراسة لصيقة على مواطنه لوتشو غونزاليس وعلى الدولي البرتغالي: راؤول ميريلس، الذي صنع أربعة أهداف لفريقه في مسابقة هذا الموسم. وسيسهل التحكم في وسط الميدان، مهمة الشياطين الحمر للفوز بالمباراة وإذا نجحوا في المحافظة على نظافة شباكهم، فإنهم سيخطون بذلك خطوة كبيرة نحو التأهل للمربع النهائي، ولهذا وجب الحذر من هجمات البرتغاليين التي أثمرت عن هدفين في مرمى أتليتكو مدريد في ملعب بيسنتي كالديرون في الدور السابق. أما فياريال الإسباني ضد الأرسنال الإنجليزي سبق للفريقين أن تواجها في نصف نهائي المسابقة موسم 2005-2006، في نزالين متكافئين، انتهى الأول بهدف يتيم لصالح الأرسنال سجله الإيفواري كولو توري، قبل أن يعجز النجم الأرجنتيني ريكيلمي في ترجمة ضربة جزاء إلى هدف في لقاء الإياب بملعب مادريغال، لتنتهي المقابلة بتعادل سلبي، أهّل أشبال المدرب فنغر إلى النهائي. لهذا سيعمل فريق الغواصة الصفراء على رد الدين بإقصاء . ليتسنى له الإستمرار في مشواره القاري، بعد أن تلاشت حظوظه في الظفر بلقب الدوري وأقصي مبكرا من كأس الملك، لكن مواجهته للأرسنال لن تكون سهلة على الإطلاق، رغم إحتلالهما معا للمرتبة الرابعة في دوريتاهما. فأداء الإنجليز ارتفع في الآونة الأخيرة بعد تشافي أغلب اللاعبين المصابين وعودة النجوم: فابريغاس، والكوت، أديبايور وإدواردو سيلفا، ستقوي كثيرا خطي الوسط والهجوم. لتساند دفاعا متماسكا أمام حارسهم الإسباني الرائع: ألمونيا. خبرة المدافعين غالاس، توري، كليشي وسانيا أوإيبوى، ستسهم كثيرا في إمتصاص حماس الفريق المحلي بقيادة مهاجميه الإيطالي روسي وزميله التركي نهاد قهوجي أو الإسباني ليورنتي. بالمقابل، سيكون المدرب الشيلي بيليغريني في حيرة من أمره وهو يواجه هجوما يزاوج بين الكرات الهوائية أديبايور وإدواردو سيلفا والإنطلاقات السريعة لوالكوت وفان بيرسي ولهذا سيعول على لاعبي الوسط، سينا، كازرولا، إيباغازا وإيغورين أو الفرنسي بيريس، لشل الإمدادات الإنجليزية نحو خط الهجوم بضرب حراسة لصيقة على الإسباني فابريغاس والفرنسي سمير نصري للمحافظة على حظوظهم في التأهل، قبل شد الرحال إلى ملعب الإمارات في الأسبوع المقبل