بورطو البرتغالي ضد مانشستر يونايتد الإنجليزي بعد اكتفائه بالتعادل بهدفين لمثلهما بملعب أولد طرافورد، أصبح حامل اللقب مطالبا بتحقيق إنجاز غير مسبوق لتجاوز هذا الدور. فلم يسبق للأندية الإنجليزية أن فازت على بورطو بميدانه ولم يسبق للشياطين الحمر أن تأهلوا ثلاث مرات متتالية إلى دور النصف طيلة تاريخهم الكروي، كما لم ينجح أي ناد في الحفاظ على عرشه الأوروبي منذ إنشاء عصبة الأبطال. هذه المعطيات التاريخية لن تقلل من عزيمة الشياطين الحمر المطالبين بتصحيح الأوضاع لمواجهة إياب ناري بملعب التنين، فمانشستر يونايتد فقد الكثير من هيبته الدفاعية في الأسابيع الأخيرة إذ لا أحد كان يتصور أن فريقا حافظ على نظافة شباكه طيلة ثلاثة عشر لقاء برسم الدوري الإنجليزي وعلى شل الفعالية الهجومية الضاربة لإنترميلانو بقيادة السويدي إبراهيموفيتش وزميله البرازيلي أدريانو في دور الثمن، سيصبح دفاعه بين ليلة وضحاها نقطة ضعف صارخة فصحيح أن غياب المدافع الصلب ريو فيردناند بسبب الإصابة، ظهر تأثيره جليا. لكن نقص التركيز في الدقائق الأربع الأولى والأخيرة من مباراة بورطو أظهر أن هناك شيئا فاسدا في مملكة الشياطين الحمر إصرار المدرب فيرغسون على تهميش الأرجنتيني كارلوس تيفيز ووضعه في الشرط، رغم الغياب القسري للهداف البلغاري بيرباطوف بداعي الإصابة، ولعبه بثلاثة لاعبي وسط ذوي حس دفاعي: فلتشر، كاريك وسكولز الآفل، سهّل على المدرب فريرا المأمورية للقيام بمباراة هجومية، لأن صانعي ألعاب بورطو لوتشو غونزالس وراؤول ميريليس كانوا غير مضايقين البتة ولم تُطبق خطة الضغط الجهنمي على حامل الكرة في منطقة الفريق الخصم كما حدث أمام الإنتر. فهل يعود الأمر إلى سوء تقدير أم إلى استهانة من طرف المدرب الاسكتلندي؟ أم إلى التعب الذي بدأ يدب في أوصال لاعبي الفريق بسبب كثرة المقابلات القوية والاستعدادات الكبيرة لمواجهة خصومهم بالإضافة إلى الضغط النفساني الذي يعتريهم جراء المنافسة الشديدة من طرف ليفربول وتشيلسي في الدوري الإنجليزي. بالمقابل ينصب تركيز بورطو على المنافسات القارية بعد إبتعاده بفارق مهم عن مطارديه في الدوري المحلي ويدرك أنه باستطاعته تحقيق نتيجة التعادل السلبي بميدانه كما حدث في الدور السابق أمام أتليتكو مدريد الإسباني، بعد أن أرغمه على التعادل بهدفين لمثلهما في العاصمة الإسبانية في لقاء الذهاب. ولهذا وجب على مانشستر يونايتد نهج خطته في مباراة الإنتر بالاعتماد على ثلاثي هجومي يجمع بين قوة الاختراق روني، المراوغات والمهارات العالية كريستيانو رونالدو وتعزيزهما كارلوس تيفيز أو بيرباطوف، وعلى فرض حراسة لصيقة على لوتشو وميريليس وذلك لمنع المهاجمين ليساندرو لوبيز ورودريغيز من التوصل بتمريرات حاسمة، وعلى استغلال نقطة ضعف بورطو المتمثلة في المدافع برونو ألفيس. الأرسنال الإنجليزي ضد فيا ريال الإسباني التعادل الذي اقتنصه الأرسنال من ملعب إل مادريغال، يجب التعامل معه بحذر شديد. لأن فيا ريال سبق له الاكتفاء بالتعادل بهدف لمثله بميدانه في دور الثمن أمام باناثنايكوس اليوناني، قبل أن ينتزع الفوز بأثينا بهدفين لهدف واحد. الروح الجماعية والقتالية التي يتميز بها الفريق الإسباني تجعله ندا قويا للأرسنال بملعب الإمارات. غياب ثلاث دعامات دفاعية عن هذا اللقاء بداعي الإصابة وهما الفرنسيين غالاس وكليشي والحارس الإسباني المتألق ألمونيا، سيثير حتما بعض المخاوف في صفوف أنصار النادي اللندني. ولهذا يُعتبر البحث عن نتيجة التعادل السلبي في هذه المقابلة مغامرة غير محسوبة أمام فريق لن يخسر الكثير بإقصائه. ولهذا نتوقع أن ينهج الإنجليز خطة هجومية محضة لإرغام الإسبان على التراجع والتقوقع في خطوطهم الخلفية. غياب نجمي الوسط كازرولا وسيينا صاحب هدف التقدم في مباراة الإياب، عن صفوف فياريال وعودة المهاجمين فان بيرسي وإدواردو داسيلفا إلى صفوف قد يُنجحان مخطط المدرب فنغر لبلوغ المربع النهائي ومحو الإقصاء المر للأرسنال في الربع النهائي الوحيد الذي جمعه بناد إسباني بلنسية برسم عصبة الأبطال موسم 2000-2001 بعد تعادلهما بهدفين لمثلهما في مجموع اللقاءين.