تستأنف غدا السبت إقصائيات كأس العالم 2010 في الكونفدراليات الخمسة: إفريقيا، أوروبا، آسيا، الكونككاف وأمريكا الجنوبية تحت ترقب كبير. تقارب مستوى المنتخبات المشاركة في الأدوار الإقصائية الأخيرة ينبئ بالإثارة والتشويق، ولهذا سنحاول تسليط الأضواء على أهم المباريات، حول طريقة إجراء الإقصائيات والتكهن بحظوظ المنتخبات المشاركة. في القارة الآسيوية، شهد الدور الأول خروج مجموعة من المنتخبات العربية الجيدة: عمان، الكويت، سوريا، الأردن والعراق الحائز على كأس آسيا 2007 ، وتأهل عشر منتخبات إلى الدور الإقصائي الأخير، حيث وزعت على مجموعتين: «أ» و«ب»، وأطاحت القرعة بالمنتخبين العربيين قطر والبحرين في نفس المجموعة، إلى جانب أوزبكستان والمرشحين القويين للتأهل: أستراليا واليابان. أمام المجموعة الثانية فضمت العربية السعودية والإمارات، إلى جانب إيران والكوريتين الشمالية والجنوبية. استهلت المنتخبات العربية مشوار الإقصائيات بهزائم قوية وتعادلات مخيبة للآمال في ميادينها، مما يجعل طموحاتها تقتصر على احتلال المرتبة الثالثة في مجموعتها ولعب مبارتي السد أمام ثالث المجموعة الأخرى، قبل إجراء مباراتي سد أخريين مع المتأهل من قارة أوقيانوسيا: المنتخب النيوزلندي العادي، ولهذا ترغب قطر تحت إدارة الناخب الفرنسي متسو بالفوز في مبارتيها القادمتين خارج ميدانها ضد أوزبكستان والبحرين، لضمان المرتبة الثالثة قبل ملاقاة أستراليا واليابان في شهر يونيو القادم، وتبدو المهمة صعبة لأصدقاء سباستيان صوريا في ظل غياب مجموعة من اللاعبين الأساسيين بسبب الإصابة أو الإيقاف كعبد الله كوني، جونيور ماركوني، مصطفى عبد الله وأبو الماجد، وتعثر المنتخب القطري في هاتين المبارتين، سيفسح المجال للمنتخب البحريني للمحافظة على مركزه الثالث، بعد أن تلاشت حظوظ المنتخب الأوزبكي المنهزم بميدانه أمام البحرين وأستراليا. في المجموعة الثانية تتساوى حظوظ الكوريتان وإيران، حيث لا تفصل بين المتزعم كوريا الجنوبية وإيران سوى نقطتين، ولهذا سيعمل أشبال المدرب علي دائي على إزاحة المنتخب السعودي الذي تراجع أداؤه بصورة مهولة بعد خسارته نهائي كأس آسيا 2007. انهزام المنتخب الأخضر بالرياض أمام كوريا الجنوبية واكتفاؤه بالتعادل مع منافسه الإيراني، قبل انهزامه في الشهر الماضي، يحتم على المدرب بيسيرو تحقيق إنجاز كبير بملعب أزادي قبل استقبال متذيل الترتيب: الإمارات العربية يوم الأربعاء القادم. وفي منطقة أمريكا الشمالية والوسطى، شهد الدور الثالث والأخير تأهل المنتخبات الستة القوية، التي سبق لها تمثيل الكونفدرالية في كأس العالم، لتلعب في مجموعة واحدة لتتأهل منها مباشرة المنتخبات المحتلة للمراكز الثلاثة الأولى، وتبدو حظوظ المنتخبين الأمريكي والمكسيكي وافرة بحكم توفرهما على الخبرة الدولية وعلى اللاعبين المهرة، فيما سيتنافس المنتخبان الكوسطاريكي والتريندادي المشاركين في كأس العالم 2006 على المرتبة الثالثة، في ظل تراجع مستوى المنتخبين الهندوراسي والسلفادوري اللذان لم يتأهلا لكأس العالم منذ سنة 1982، ولهذا نتوقع فوز المكسيك على ضيفه الكوسطاريكي وترينداد على الهندوراس وعودة الولاياتالمتحدة بنقط الفوز من سان سالفادور لتستمر في ريادة الترتيب. في أمريكا الجنوبية، سيجرى دور إقصائي وحيد منذ إقصائيات كأس العالم 1998، يجمع كل المنتخبات المنضوية تحت لواء الكونمبول، ويتأهل المحتلون للمراكز الأربعة الأولى مباشرة إلى نهائيات كأس العالم على أن يجري المحتل للمرتبة الخامسة مقابلة سد، هذه المرة ستجمعه مع رابع مجموعة الكونككاف. وسمح هذا النظام الجديد بالتأهل الدائم لمنتخب الباراغواي إلى جانب البرازيل والأرجنتين، ولهذا يمكن اعتبار أن المنطق قد احترم لحد الآن بعد إجراء نصف عدد المباريات في هذه المجموعة الإقصائية، ليحتدم الصراع على المرتبة الرابعة بين مجموعة من المنتخبات الجيدة: الشيلي، الأورغواي، الإكوادور وكولومبيا، ولهذا سيسعى منتخب الأورغواي بقيادة هداف أتليتكو مدريد: فورلان على هزم البارغواي العنيد، الذي سيلعب محروما من خدمات مهاجمه سانطا كروز ومدافعه موريل بسبب الإصابة، للإلتحاق بالشيلي الرابع الذي سيرحل إلى ليما لمواجهة المنتخب البيروفي المتذيل للترتيب. ولم يعد للمنتخب المحلي أي هامش للخطأ، ولهذا يفرض عليه الظفر بنقط الفوز معولا في ذلك على مهاجميه المتألقين بالبوندسليغا كبيتزارو، غريرو وفارفان. من جهته، سيعمل المنتخب الأرجنتيني تحت قيادة النجم الأسطوري مارادونا على طي صفحة ريكلمي الذي اعتزل اللعب على الساحة الدولية، وعلى بناء فريق تنافسي قوي نواته الأساسية مشكلة من المنتخب الأولمبي الفائز بذهبيتي أثينا 2004 وبكين 2008، يتقدمهم الظاهرة ميسي وزميله أغويرو في الهجوم، إلى جانب غاغو وماسكيرانو في وسط الميدان ودرر أخرى، سيعمل مارادونا على تحفيزها وصقلها لضمان التأهل مبكرا، وأول خطوة هي هزم المنتخب الفنزويلي للانقضاض على المرتبة الثانية في انتظار تعثر المنتخب البرازيلي( هزيمة أو تعادل) بالعاصمة كيطو أمام المنتخب الإكوادوري، لكن مهمة المحليين تبدو صعبة أمام فريق يعج بالنجوم وأصبح منضبطا تكتيكيا بفضل مدربه الحازم دونغا، وظهر ذلك جليا في المباراتين الوديتين أمام البرتغال وإيطاليا. بالمقابل سيخسر المنتخب الإكوادوري الكثير في حالة الهزيمة أو التعادل، حيث ستصبح مرتبته السادسة مهددة من طرف كولومبيا المستقبلة لبوليفيا في لقاء لا يقبل أنصاف الحلول. الفريقان معا حققا المفاجأة بانتزاع التعادل السلبي من قلب البرازيل، لكنهما لم يستطيعا تأكيد الإنجاز بتواضعهما داخل الميدان، ولهذا لم يعد لهما خيار سوى البحث عن نقط الفوز للاقتراب من المركز الخامس للتشبث بالحلم الإفريقي.