أفرزت القرعة مواجهة الأندية الإيطالية الثلاثة المتأهلة لدور الثمن لنظيراتها الإنجليزية في اختبار صريح لقوة الكالشيو ومدى قدرته على إيقاف الزحف الإنجليزي. ويمكن اعتبار مقابلات الإنتر ميلانو ضد مانشستر يونايتد، اليوفنتوس ضد تشيلسي والأرسنال ضد أس روما قمما حارقة، يصعب التكهن بهوية المتأهل، ولتقريب القارئ من مجريات هذا الدور، سوف نتطرق لكل مباراة على حدة. يختلف المدربان مورينهو وفرغسون ويتشابهان في كثير من الأمور، فكلاهما يحصدان الألقاب ويعتبران مراتب الوصافة فشلا ذريعا، ويتفننان في الحرب الباردة بإدلائهما بتصريحات نارية لخصومهما، تجعلهما يتفوقان بسيكولوجيا ثم طاكتيكيا أثناء المباراة، بفضل دهائهما الكروي والتركيبة البشرية لفريقهما (تشيلسي ثم الإنتر بالنسبة إلى مورينهو ومانشستر يونايتد بالنسبة لفرغسون). حرب التصريحات تأججت عقب نهاية كأس العالم للأندية بتتويج الشياطين الحمر، حيث حث المدرب البرتغالي على إنزال أقصى العقوبات على المدافع الصربي فيديتش(بعد إعتدائه على لاعب كولومبي) لكي يضعف خط دفاع الخصم. لكن الفيفا اكتفت بإيقافه مباراة واحدة( مباراة الذهاب). تلاه تصريح ناري آخر بطعنه في أحقية فوز مواطنه كريستيانو رونالدو بالكرة الذهبية وبأن نجمه السويدي إبراهيموفيتش كان هو الأحق للظفر بها، لأنه كان الأكثر تأثيرا وتألقا سواء مع ناديه أو منتخبيه. لاعبه المفضل زلاطان هو الآخر إلى جانب إستيعابه السريع لخططه، تعلم فن أبجديات التصريحات النارية من أستاذه بإدعائه أن فوز رونالدو بالجائزة، لايعود إلى تألقه الكروي بل بسبب عوامل أخرى غير رياضية كالجاذبية والوسامة، مما يجعلنا أمام مواجهة مزدوجة حارقة بتوابل وبهارات مختلفة. تزعم الإنتر لقافلة الكالشيو بفارق مريح من النقط عن مطارديه، سيسهل على مرينهو مهمة الحفاظ على السكوديتو، الذي لايعتبر الهدف الأسمى لرئيسه موراتي، ويعي مورينهو ذلك جيدا لأن سلفه روبيرطو مانشيني، لم يشفع له فوزه باللقب المحلي ثلاثة مرات متتالية في الإستمرار في تدريب النيراتزوري، مادام عاجزا عن تحقيق أمنية رئيسه المتمثلة في الظفر باللقب القاري الغائب عن خزائن الإنتر منذ أزيد من أربعة عقود. غياب الصربي فيديتش عن صفوف الشياطين الحمر وتعافي الفرنسي فييرا وترسيمه إلى جانب سطانكوفيتش سيقوي وسط ميدان الإنتر لتطعيم ثنائي الهجوم المكون من إبراهيموفيتش والبرازيلي أدريانو العائد إلى مستواه، أملا في هز شباك الحارس العملاق فان ديرسار، الذي يود تأكيد مناعته في الدوري الإنجليزي بتألق آخر على الصعيد القاري. فقد الفريق الفرنسي الكثير من بريقه الذي سمح له بالإستحواذ على الدوري الفرنسي لسبعة مواسم متتالية ومن التأهل لدور ربع نهاية عصبة الأبطال ثلاثة مرات متتابعة. هذا التراجع بدأت آثاره بادية للعيان منذ الموسم الماضي، عندما فاز باللقب المحلي بصعوبة بالغة. تسريحه للحارس الدولي كوبي واللاعبين الإفريقيين ديارا وإسيان، أثر كثيرا على المناعة الدفاعية للفريق الفرنسي،لكن هبوط مستوى البارصا في الأسبوعين الأخيرين بسبب الضغط والتعب الشديدين، غياب الكطلاني إنييسطا، المدافعان أبيدال وميليتو سيؤثر كثيرا على مستوى فريق برشلونة. مما يعد بتكافئ كبير بين الفريقين في إنتظار حسم التأهل في لقاء الإياب. و يسعى آس روما اوضع حد لإخفاقاته أمام الأندية الإنجليزية بعد الهزيمة المرة بضربات الترجيح أمام ليفربول في نهائي 84 والإقصاء المر أمام نفس الفريق في موسم 2001-2002 في دور المجموعات ثم الهزيمة المذلة أمام مانشستر يونايتد بسبعة أهداف لهدف واحد أمام الآرسنال مستغلاغياب مجموعة من اللاعبين الأساسيين عن صفوف الأرسنال الإنجليزي هي فرصة لاتعوض لأشبال سباليتي للثأر من البعبع الإنجليزي؟ فغياب نجمي الوسط: روزيكي وفابريغاس ورحيل هليب وفلاميني، أضعف كثيرا وسط ميدان الأرسنال، لكن التجربة الأوروبية الكبيرة للمدرب الفرنسي فينغر، توفره على لاعبين مهرة من حجم فان بيرسي، إيبووي، نصري ستكون عونا لتحدي الإيطاليين. مواجهة إيبيرية متكافئة، قد لايحسم في معرفة الفريق المتأهل إلا في الدقائق الأخيرة من مقابلة الإياب، التي ستجرى بعد أسبوعين في ملعب التنين ببورطو. تسريح المدرب المكسيكي أغيري بسبب سوء النتائج وتعويضه بإبن الفريق أبيل ريزينو، قد يخلق الصدمة السيكولوجية الكفيلة بعودة التألق لنجومه، وقد تتعقد الأمور إذا استعصى على اللاعبين فهم خططه.