الكرة الإنجليزية سيدة زمانها أسدل الستار على كأس العالم للأندية باليابان بتتويج فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي باللقب على حساب ليغاكويطو الإيكوادوري بهدف للاشيء، التظاهرة التي أعاد لها الفيفا الإعتبار في السنوات الأخيرة، والتي انطلقت عام 2000 بالبرازيل وتوقفت لمدة خمس سنوات قبل أن تعود عام 2005· التتويج جاء مجددا ليؤكد سطوة الكرة الإنجليزية وسيطرتها ليس فقط على صعيد القارة الأوروبية وإنما هذه المرة على الصعيد العالمي، فإذا كانت إنجلترا تباهت في السنتين الأخيرتين كون ثلاثة من أنديتها بلغت المربع الذهبي في دوري أبطال أوروبا فهي اليوم بإمكانها أن تتباهى أكثر لأنها أحد نواديها وضع أندية العالم تحت أقدامه وتوج فريق الشياطين الحمر بطلا للعالم· اليوم لم يعد بإمكاننا أن نشمت في الكرة الإنحليزية ولا نستهزئ بها لأسلوبها التقليدي الذي كان يعتمد على الكرة في الهواء أكثر منها متدحرجة فوق البساط الأخضر والتمريرات الطويلة يمينا وشمالا أو طولا وعرضا، لم يعد بإمكاننا أن تنعث اللاعب الإنجليزي أنه ساذج يهوى تمرير الكرة بالرأس أكثر من القدم أو يفضل تسجيل الهدف عبر انزلاق ومتابعة الكرة بدل التسجيل بحركة تقنية بارعة·· اليوم وجهت لنا الكرة الأنجليزية رسالة مشفرة أن نتائجها وخطفها الأضواء من البطولتين الإسبانية والإيطالية لم يكن ضربا من ضروب الصدفة، بل لأنها عرفت كيف تستفيد من انفتاحها على العالم الخارجي، على الثقافات الكروية الأخرى، على محترفيها ومدربيها وكذا حسن تدبير أنديتها وملاكيها الأجانب· عندما نتابع النجوم التي تؤثت فضاء هذه البطولة والمدربين الذين يقودون الأندية سيتأكد لنا مدى التغيير الذي ساد في تفكير وتدبير هذه الأندية، بل إن الإنفتاح شمل أيضا ملاكي الأندية الذين يأتون من كل بقاع العالم للإستثمار هناك من أمريكا وأسيا والخليج وأوروبا، كلها اعتبارات أكدت هذه النقلة النوعية التي عرفتها البطولة والكرة الإنجليزية، والواقع أنه لم يعد هناك من سر حول النتائج التي تسجل الأندية الإنجليزية في الفترة الأخيرة، وكأس العالم للأندية كرست هذه الإنتفاضة، بل إن المانشستر أعاد الإعتبار للكرة الأوروبية التي نالت منها الكرة الأمريكية الجنوبية، وهي التي فازت في ثلاث مناسبات، بينما أوروبا في مناسبتين، ليبقى إذن الترقب متواصلا هذا الموسم، ومعرفة إلى أي حد ستحتفظ الكرة الإنجليزية على مكاسب هذا التألق والتوهج، وهل ستستطيع أن تصمد مجددا أمام الجهود الحثيثة للأندية الإسبانية والإيطالية في مسابقة دوري أبطال أوروبا من أجل الإطاحة بها وقطع دابر سطوتها واستعادة توهجها ومجدها الضائعين·· أندية برشلونة وريال مدريد وفياريال الإسبانيين، ثم أنتر ميلانو وأس·ميلانو وروما ويوفنتوس الإيطاليين أكيد سيتحالفون على تشيلسي والمانشستر وأرسنال وليفربول كرباعي إنجليزي ثائر وعنيد ومدجج بأسلحة فتاكة، فالصراع سيكون شرسا والكرة الإنجليزية ستكون في اختبار صعب للبقاء فوق عرش الكرة الأوروبية، لكن لا عزاء على المتأخرين الإسبانيين أو الإيطاليين، فالبطولة الإنجليزية اليوم هي سيدة زمانها أوروبيا وعالميا فالألقاب تتحدث عن نفسها·