- تبدأ يوم الجمعة المقبل الندوة الدولية عن الذاكرة المشتركة التي ينظمها المركز في تطوان، لماذا هذه الندوة الأولى من نوعها؟ < تنظيم هذه الندوة هو مساهمة من المركز في إثراء النقاش العمومي حول الأبعاد الإنسانية والحقوقية والقانونية والسياسية لمساهمة المغاربة في الحرب الأهلية الإسبانية، وما ترتب عليها من تشكل صورة سلبية في المتخيل الجماعي الإسباني عن المغاربة، وهي كذلك مناسبة للتفكير في خطة منهجية تسعفنا ليس في الكشف عن ماضي الانتهاكات الجسيمة التي اقترفتها القوى الاستعمارية بالمغرب فقط، بل خطة لمعالجة هذه الجرائم التي يرقى بعضها إلى الجرائم ضد الإنسانية، من قبيل استهداف الريف بالغازات السامة وإشراك الأطفال في الحرب الأهلية الإسبانية مثلا. وكذا من أجل إيجاد صيغة للتعامل مع الملفات العالقة، من قبيل سبتة ومليلية وباقي أجزاء التراب الوطني، وإيجاد صيغة من أجل تقييم مرحلة التواجد الاستعماري في المغرب. - هل لديكم في المركز اقتراحات ما في هذا الصدد؟ < نحن نعتقد أن بإمكاننا «تطويع» آليات العدالة الانتقالية للاشتغال بها على مثل هذه المواضيع، مع ضرورة -بطبيعة الحال- الانتباه إلى أن ما نشتغل عليه يهم أكثر من دولة -عكس العدالة الانتقالية التي تشتغل على جرائم دولة ضد مواطنيها- وكذلك يجب أن نتنبّه إلى أن بعض هذه المواضيع التي نشتغل عليها مازالت في صلب الصراع السياسي في دول الجوار، مثل موضوع الحرب الأهلية الإسبانية التي مازالت ترخي بظلالها على الحياة السياسية اليومية في إسبانيا، بل يمكن أن أقول إن نتائج هذه الحرب مازالت تتحكم في صنع الخريطة السياسية في إسبانيا، أو موضوع مستقبل سبتة ومليلية الذي يشكل عائقا من عوائق التطور السليم للعلاقة المغربية الإسبانية. الانتباه إلى هذه المعطيات يفرض علينا حذرا منهجيا كبيرا ونحن نفكر في كيفية الاشتغال، لذا فقد لاحظت أنني استعملت كلمة «تطويع» آليات العدالة الانتقالية وليس تطبيق. إذ المناسبة مواتية تماما لأعرض على الخبراء المغاربة والإسبان والفرنسيين والهولنديين والجزائريين، ممن سيحضرون إلى الندوة في تطوان، هذه الفكرة وسيناقشها كل واحد من وجهة نظره، خاصة وأن من بين الحاضرين خبيرة من كبار خبراء المركز الدولي للعدالة الانتقالية والتي ستقدم لنا تجارب دولية في مجال اشتغالنا. - ما هو برنامج الندوة؟ < ستفتتح الندوة يوم الجمعة 27 فبراير بمسرح «الإسبانيول» بتطوان على الساعة الخامسة والنصف، وستعرض على هامشها ثلاثة أفلام وثائقية تتناول مواضيع: ملف الغازات السامة التي سحقت بها إسبانيا شمال المغرب أيام الاستعمار، ومساهمة المغاربة في الحرب الأهلية الإسبانية، وتقييم توثيقي لمرحلة الاستعمار الإسباني لشمال المغرب. وستناقش هذه الأفلام الوثائقية بحضور مخرجين ونقاد سينمائيين. وهي مناسبة لأدعو ساكنة مدينة السلام «تطوان» وجميع المهتمين إلى المساهمة المكثفة في هذا النقاش مع المخرجين.