اختتمت يوم الأحد 1 مارس 2009 بتطوان أشغال ندوة دولية حول أسئلة الذاكرة المشتركة بين المعالجة القانونية القضائية والمعالجة السياسية الحقوقية: مشاركة المغاربة في الحرب الأهلية الإسبانية نموذجا، بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين المغاربة والأجانب.وأوضح المشاركون في أشغال هذه الندوة، التي نظمها (مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل) على مدى ثلاثة أيام، أن إماطة اللثام عن الذاكرة المغربية الإسبانية المشتركة ومعالجة المشاكل العالقة؛ يعتبر عنصرا مهما في بناء مستقبل العلاقات الثنائية على أسس صحيحة ومثينة. وشددوا على أن معالجة المشاكل العالقة بين البلدين لا يمكن أن تتم إلا في إطار مقاربة متعددة الاختصاصات تضمن إماطة اللثام عن الذاكرة التاريخية المشتركة، مبرزين أن بين المغرب وإسبانيا أسئلة مشتركة للذاكرة يتعين النظر إليها من زاوية المستقبل وليس من زاوية الماضي. وأوضح المشاركون في هذه الندوة، التي تتوخى الإسهام في إثراء النقاش العمومي حول الأبعاد الإنسانية والحقوقية والقانونية والسياسية لمشاركة المغاربة في الحرب الأهلية الإسبانية، أنه لا يمكن الاشتغال على الذاكرة المشتركة دون صياغة منهجية واضحة.وأكدوا، في السياق ذاته، على ضرورة المعالجة المنصفة للمشاكل العالقة بين البلدين، مشيرين إلى أن الهدف من هذه المعالجة يتمثل في فهم تحديات المستقبل وتحقيق العدالة الانتقالية من أجل تعزيز جسور التعاون والإيخاء بين الشعبين المغربي والإسباني.وفي سياق متصل أماط بعض أبناء المغاربة الذين جندوا قسرا لهذه الحرب، اللثام عن بعض وقائع هذه الحرب ومخلفاتها المأساوية، وذلك خلال مناقشة مضامين شريط وثائقي بعنوان الخاسرون لإدريس الدباك، يسلط الضوء على مشاركة المغاربة في الحرب الأهلية الإسبانية بالاعتماد على مشاهد وصور وشهادات، تبرز بشاعة هذه الحرب ومخلفاتها.