كشف شيوخ من منطقة المالح وسيدي الغزية وسيدي دنيال عن كون الموقع الجغرافي الذي سيحتضن أشغال بناء ميناء آسفي الجديد جنوب وسط ساحل آسفي، هو في الأصل موقع أركيولوجي يضم بقايا أثرية جد نادرة ظلت مغمورة حتى الآن لدى وزارة الثقافة وسلطات المنطقة. وقال هؤلاء إنهم كانوا شهودا على تواجد كميات ضخمة من الأواني الخزفية النادرة اكتشفت تحت كثبان الرمال الساحلية بين سنوات 1962 و1964، خلال أشغال بناء المركبات الكيماوية، مشيرين إلى أن مركبات آسفي تم تشييدها برمال ساحل سيدي الغزية وسيدي دنيال، وأنه أثناء تلك الأشغال اكتشف السكان وجود آثار أركيولوجية تحت تلك الكثبان من بينها أوان خزفية ومساكن قديمة. وأورد مصدر من المنطقة أن الموقع الجديد لميناء آسفي يتوفر أيضا على مقبرة يهودية أثرية، مشيرا إلى أن عددا من شيوخ المنطقة اكتشفوا شواهد قبور حجرية وصخورا بها كتابات عبرية، وأن مجموعة من الأجانب كانوا قد حلوا بهذا الموقع نهاية الستينيات وأخذوا صورا وأجروا حوارات مطولة مع شيوخ المنطقة. وكشفت معطيات خاصة تم استقاؤها من شيوخ هذه المنطقة الساحلية أن هناك بواخر وعتادا حربيا أمريكيا عبارة عن فرقاطتين في عمق 25 مترا تحت مياه المحيط قبالة ساحل منطقة المالح التي تبعد عن مدينة آسفيجنوبا بحوالي 8 كيلومترات، مشيرين إلى أن هاتين الفرقاطتين غرقتا خلال الإنزال الأمريكي بالسواحل المغربية ومن بينها مدينة آسفي يوم 8 نونبر من سنة 1942، وهي العملية العسكرية التي عرفت وقتها باسم «بلاك ستون»، أي الصخرة السوداء. وأكد شباب من المنطقة التقتهم «المساء» أن عددا من هواة جمع الطحالب البحرية يؤكدون وجود هذه البواخر الحربية في قعر مياه منطقة المالح الساحلية. وتطالب فعاليات من منطقة الساحل الجنوبي لمدينة آسفي بإعطاء المنطقة حقها من البحث والتنقيب الأركيولوجي موازاة مع بداية أشغال الميناء الجديد للمدينة، مشيرين إلى أن أشغال ميناء آسفي الجديد ستكون فرصة لإعادة اكتشاف تاريخ المنطقة وصيانة الذاكرة، عبر استخراج حطام البواخر الحربية وتحديد تاريخ القبور العبرية والأواني الخزفية والمنازل القديمة التي تغطيها الكثبان الرملية.