يعتبر ساحل الدارالبيضاء «منطقة صناعية» بامتياز، نظرا لتمركز ثلثي وحدات الإنتاج فيها وحوالي 70% من مناصب الشغل في المجال الصناعي، إلا أن اللافت للانتباه أن أكثر من 10 مجمعات صناعية وحضرية تفرغ مقذوفاتها في البحر دون معالجة، مما يؤثر سلبا على المخزون السمكي وجودة مياه الشواطئ، خصوصا في المنطقة المتواجدة بين الصخور السوداء والمحمدية. وتعتبر شواطئ عين السبع سيدي البرنوصي المنطقة الأكثر تضررا من هذه المقذوفات. وإلى جانب الساحل البيضاوي، نجد ساحل المحمدية، التي تعد قطبا اقتصاديا تتطور فيه عدة صناعات كالنسيج، الجلود، الصناعات الكيماوية والالكتروكيماوية وتكرير النفط ... وتستقبل هذه المنطقة حوضي واد النفيفيخ والواد المالح الذي تحول مصبه إلى مصرف للمياه الصناعية والحضرية المحملة بالملوثات العضوية وغير العضوية، بما فيها المعادن الثقيلة! هذه العوامل السالف ذكرها أدت، بشكل أو بآخر، إلى تدهور الشواطئ وتسجيل عدد من الاختلالات بها بسبب «نهب» الرمال منها من أجل استعمالها في البناء، وكذا تراجع كبير للشواطئ بالمنطقة الشرقية للجهة (عين حرودة والبرنوصي)، إضافة إلى الضغط الناجم عن بناء المنتجعات السياحية بمناطق مازالت «محفوظة» كدار بوعزة والمنصورية، ثم تآكل الكثبان الرملية في بعض المناطق. التدهور البيئي بالجهة لم يقتصر على سواحلها فحسب، بل طال كذلك الغابات التي تغطي نحو 4000 هكتار، أي ما يعادل 4% من مساحة الجهة، بحوالي 10 أمتار مربعة للفرد الواحد ( غابة بوسكورة 3000 هكتار غابة واد النفيفيخ 270 هكتارا واد المالح 340 هكتارا غابة كروطة 210 هكتارات )، بينما الباقي من الغابات فهو موزع على الكثبان الساحلية في كل من دار بوعزة وطماريس ب 130 هكتارا ، وسيدي عبد الرحمان 50 هكتارا، ويرتكز التشجير بهذه الغابات على نوعين من الأشجار ( الأوكاليبتوس والصنوبر ). ورغم محدودية مساحاتها ، تمثل المناطق المشجرة بالجهة مواقع مفضلة للترفيه بالنسبة للسكان، وهي بأجمعها تعرف أشكالا مختلفة من التدهور البيئي، سيما غابات بوسكورة ومرشيش ، الناتج عن رمي النفايات خلال فترات الترفيه وبسبب انضغاط التربة والمرور المكثف لوسائل النقل!