بعد الحملة الأمنية التي تم شنها على مقاهي الشيشة بالدار البيضاء وعدد من الأماكن المحتضنة للدعارة الراقية، أتى الدور على الحمامات العصرية وأندية التدليك التي تقدم نوعا من الخدمات لزبناء من نوع خاص، حيث صدرت تعليمات من الإدارة العامة للأمن الوطني بضرورة تشديد المراقبة على هذه الأماكن من أجل التصدي لبعض المظاهر المخلة بالآداب العامة. ووفقا لما أفادت به مصالح مطلعة ”المساء”، فإنه تم توجيه مذكرة في الموضوع إلى كل من مصالح الاستعلامات العامة بالدار البيضاء التي تحتضن لوحدها عشرة نواد خاصة من هذا النوع من أجل الاضطلاع بهذا الدور. وتمت إحاطة وزارة العدل علما بهذا الإشعار تحسبا لأي اقتحام مرتقب لهذه الحمامات. تحرك السلطات العمومية للتصدي لما أصبح يعرف بالدعارة المقنعة، التي تنشط في البعض من هذه الأندية، جاء بعد سلسلة من التقارير التي تم إنجازها من قبل قسم الشؤون العامة التابعة للعمالات التي تشير إلى كون عدد من نوادي التدليك والحمامات العصرية المتمركزة أساسا وسط المدينة صارت وكرا للدعارة يقصدها زبناء لهذا الغرض. كما يأتي هذا التحرك بعد سلسلة شكايات تقدم بها عدد من المواطنين، سواء تلك التي تم نشرها عبر عدد من الصحف أو تلك التي فضل أصحابها توجيهها مباشرة إلى المصالح المعنية قصد فضح هذه الظاهرة. واستنادا إلى معلومات مؤكدة فإن البعض من هذه الحمامات وأندية التدليك صارت مرتعا لكافة الممارسات المخلة بالآداب العامة، حيث يعتمد أصحاب هذه النوادي على خدمات فتيات ظاهر عملهن هو القيام بأعمال التدليك والاسترخاء لكن ما إن يختلين بزبائنهن حتى يتحولن إلى مومسات. وتتراوح قيمة الأجر الذي يتقاضينه ما بين 400 درهم و500 درهم عن كل “خدمة” يقمن بها خارج المبلغ المعلن عنه في تذكرة الاستحمام. وبخلاف ذلك، نفت مصادر مهنية، جملة وتفصيلا، ما يشاع عن هذه الدور، موضحة أن مثار الاتهامات الموجهة إليهم هو ثمن التذكرة التي تطلب من الزبناء، على اعتبار أن عملية التدليك تتطلب مهارات خاصة ولا تختلف كثيرا عن مهنة التمريض. لكن وفقا لشهادات استقتها “المساء” من بعض الخادمات في هذه النوادي فإن بعض أرباب العمل يرغمونهن على تليبة كافة طلبات الزبناء أياً كان نوعها، ومن ترفض القيام بذلك يكون مصيرها هو الطرد. وجاء الدور على أندية التدليك بعد الحملة الأمنية التي استهدفت في وقت سابق عدداً من الشقق المفروشة المعدة للدعارة الراقية وكذا عددا من المقاهي التي حولها أصحابها إلى أوكار للرذيلة.