بعد أن تعثرت مسيرته الاحترافية في الخليج العربي رفقة الاتحاد السعودي وفي البرتغال مع بوافيستا، قرر جواد الزاييري التمرد على الاستعصاء الذي طارده والعودة إلى الأضواء، ولو عبر بوابة الدوري اليوناني، انضم إلى نادي أستيراس تريبوليس في محاولة أخيرة لتأكيد الذات. في هذا الحوار يتحدث جواد ل«المساء» عن سر هذا التألق، ودواعي إبعاده عن المنتخب الوطني، ومسيرته الجديدة في اليونان، ويؤكد أن إصراره على حمل القميص الوطني سيتواصل. - الجميع كان ينتظر عودتك إلى المنتخب الوطني لكن لائحة لومير لا تتضمن اسمك، كيف تقبلت هذا الخبر؟ < ليس الجمهور هو الوحيد الذي كان ينتظر عودتي إلى المنتخب الوطني، فأنا أيضا كنت أنتظر العودة بفارغ الصبر، لأنني كنت أشعر بأن الوقت ملائم جدا كي أجدد انتمائي للفريق الوطني الذي أسعى إلى تجديد الإنجازات التي تحققت قبل سنوات خاصة في نهائيات كأس إفريقيا في تونس، على العكس مما ينتظره البعض فأنا لست قلقا لعدم دعوتي للمشاركة في المباراة التي يخوضها المنتخب الوطني، بل إن إقصائي هو بمثابة فرصة أخرى للاجتهاد أكثر ومضاعفة الجهد للفت نظر الناخب الوطني. - هل اتصل بك الناخب الوطني لومير في الآونة الأخيرة؟ < لا أبدا لم يتصل بي لومير ولا أي شخص من الإدارة التقنية الوطنية، لكنني على يقين بأن روجي يتابع اللاعبين المغاربة المحترفين في الخارج باهتمام شديد، وأعتقد أنه يتابع أيضا الدوري اليوناني، وله فكرة عن الوجود المغربي في هذا البلد الذي يعشق الكرة بشكل كبير جدا. والمدرب الوطني جمال ألم يتصل بك؟ < كما قلت لك لم يتصل بي أي شخص من الإدارة التقنية أو الجامعة في شأن عودتي للمنتخب، كل ما في الأمر أنني أقرأ في بعض الصحف عبر الأنترنيت كلاما عن عودتي. - لكن لومير قال إنه معجب بأدائك الساحر؟ < أشكره على هذه الشهادة التي أعتز بها، وأنا أقول له بأن جواد سيظل رهن الإشارة من أجل حمل القميص الوطني، لأن الجمهور المغربي يعشق أسلوبي في اللعب وأريد أن أعيد تلك الذكريات التي جمعتنا في الدارالبيضاء أو الرباط، إذا كان لومير معجب بي فأنا من هذا المنبر أقول له إنني أنتظر دعوته. - يقال إن الدوري اليوناني يعيش نوعا من التعتيم الإعلامي مقارنة مع الدوريات الأوربية؟ < إن من يقدم مثل هذه الأحكام عليه أن يسافر إلى اليونان أو يتابع بشكل يومي البطولة اليونانية وأخبارها سيكتشف أن لهذا الدوري سحره، بنفس سحر الطبيعة التي حباها الله لهذا البلد، في اليونان فرق محترفة كبيرة تقول كلمتها في عصبة الأبطال والمنتخب اليوناني قدم قبل سنوات درسا للكرة الأوربية. - استرجعت مؤخرا توهجك مع فريق أستيراس تريبوليس ما هو السر في ذلك؟ < في كرة القدم ليست هناك أسرار فالمثابرة هي سر النجاح، أنا قررت التعاقد مع النادي اليوناني لأبرهن على قدراتي، لأن كرة القدم بالنسبة لي ليست فقط مهنة أعيش من مدخولها بل متعة أيضا، حين وقعت لنادي تريبوليس قررت أن أبذل جهدا كبيرا في فترة الإعداد، لإيماني بأنها الفترة الأهم في تحضيرات اللاعب، وخلال المباريات بدات تدريجيا أستعيد مؤهلاتي إلى وصلت إلى أن نسبة من مستواي السابق. - لم تصل بعد إلى مستواك الحقيقي؟ < حين يكون اللاعب في طور البحث عن إعادة مستواه فإنه بالتأكيد يبدل جهدا مضاعفا، شخصيا أفضل أن أكون في مرحلة الركض وراء هدف معين، بدل من أن أصل إلى القمة وأعيش دون هدف آخر، الجمهور المغربي يعرف الزاييري ولا يمكن أن يرضى بغير مستواه الحقيقي، لهذا أريد أن أكون عند حسن الظن وأن أعوض المغاربة عن فترة غيابي الاضطراري. - نبقى دائما في الدوري اليوناني، لماذا لم يتأقلم اللاعب وادو وقبله بصير مع مناخ البطولة اليونانية؟ < لا يمكن الحكم على حالة كل لاعب إلا بمعرفة الأسباب عن قرب، لاعلم لي باحتراف بصير في اليونان ولا أعرف لماذا ومتى غادر الدوري اليوناني، لكن بالنسبة لعبد السلام وادو فهو لاعب ظل عقله مرتبطا بالدوري الفرنسي، وأعتقد أن أسرته فضلت البقاء في فرنسا فشعر بالاغتراب قبل أن يعود من حيث أتى، علما أن عبد السلام ترك صدى طيبا في البطولة اليونانية، لهذا فكل لاعب له مساره الخاص الذي يختاره بمحض إرادته دون تدخل من أي طرف. - هل نسيت التجربة البرتغالية؟ < لم تكن تجربتي مع فريق بوافيستا البرتغالي فاشلة كما يعتقد البعض بل درسا استفدت منه وساعدني على استرجاع جزء من مستواي البدني والتقني، كنت أستحضر هذه التجربة وأنا أخطو أولى الخطوات رفقة نادي تريبوليس، والحمد لله تجاوزت الإحباط وعدت إلى مستواي. - هل اليونان مجرد جسر عبور نحو بطولة احترافية أكثر حدة وقوة ومتابعة؟ < لقد بدأت من نقطة الصفر من أجل استعادة مستواي، ولأنني لاعب محترف فلا مانع عندي من دراسة كل عرض إذا كان ملائما وهذه هي حياة لاعب الكرة إنه يتنقل باستمرار من أجل الاستقرار.