يعتبر الغذاء المصدر الحيوي لبناء و عمل خلايا جسم الإنسان، من خلال ما يوفره له من مواد تساعده على ذلك. و كي يعوض الصائم عن ساعات الامتناع عن الأكل الطويلة، لا بد أن تكون وجبتي الفطور والسحور صحية وتوازنة و خالية من العادات الغذائية السيئة . من بعض المظاهر الغير صحية، إقبال العديد من الناس على شرب المشروبات الغازية على الإفطار أو السحور، والتي تحتوي على نسبة سكريات عالية و على منكهات و مواد حمضية، فضلا عن خلوها التام من المغذيات. و هو ما ينتج عنه اضطرابات هضمية و رفع سكر الدم بمقدار كبير ثم انخفاضه بسرعة، مما يؤدي للشعور بالتعب. كما أن غناءها بالسكريات يعمل على جذب السوائل من الأنسجة،و هو ما يؤدي للشعور بالعطش، لذلك يمكننا القول بأن المشروبات الغازية لا تروي عطش الصائم بل تزيد ظمأه فترة بعد تناولها. و لا يجب بدء الإفطار بشرب فنجان القهوة، أو أي مشروب يحتوي على كافيين على معدة فارغة، كونها تزيد من إفراز الحامض المعدي، وبالتالي تسبب حرقة هضمية، إضافة إلى الاضطراب بسكر الدم و زيادة خسارة الكلس من الجسم. أما شربها على السحور فيؤدي للإسراع في طرح السوائل، و بالتالي شعور الصائم بالعطش في اليوم الموالي. و بالنسبة الأشخاص الذين لايستطيعون التخلي عن فنجان قهوتهم,فيمكنهم أخذ كمية قليلة جدا منها لكن ليس في السحورو ليشربوا الماء فهو خير المشروبات التي تروي الظمأ. نلاحظ أيضا في هذا الشهر الفضيل كثرة الإقبال على المخللات التي تحتوي على مقادير عالية من الملح ، و المعروف أن الملح يرفع ضغط الدم لدى للأشخاص المعرضين لارتفاع الضغط الشرياني. كما يجذب إليه السوائل من الأنسجة، و هو ما يوقع الصائم في العطش. و عموما فالمخللات سواء كانت محضرة بالبيت أو تلك التي تباع في الاسواق ، تحتوي إما على كميات كبيرة من الملح، أو إضافة إلى الملح على مواد ملونة تعطيها اللون الجميل والتي تندرج ضمن المضافات الكيميائية الضارة. وتذكروا أعزائي القراء أن أهم أساسيات الصوم أن يكون فرصة لتدريب النفس على الصبر والتحمل وإراحة الجهاز الهضمي،حتى يتفرغ الكبد لمهمة تنظيف الجسم من الشوائب.
إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية