مسلسل تأجيل الجمع العام العادي والاستثنائي لجامعة كرة القدم، ورحيل علي الفاسي الفهري عن جامعة الكرة بعد أربع سنوات قضاها متربعا على كرسي رئاستها، مازالت حلقاته قائمة. آخر الحلقات، الترويج لأسماء محددة على أنها ستتولى رئاسة الجامعة، والحديث عن كون فوزي لقجع رئيس نهضة بركان هو الرئيس المقبل للجامعة، وأن وزير الشباب والرياضة محمد أوزين يدعمه بقوة لتولي هذا المنصب. ليست هذه المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة التي يتم فيها الحديث عن لقجع، كمرشح محتمل لرئاسة الجامعة، لكن المشكل اليوم أن لقجع لم يعلن ترشحه، كما أن الذين يقومون بالترويج لاسمه لا يدركون أنهم يعيدون نفس الأخطاء التي وقعت في السابق، والتي جعلت الكرة المغربية تدفع غاليا ثمن تعيين رؤساء الجامعات، وتدفع غاليا ثمن غياب الديمقراطية والشفافية عن تدبير أكبر جامعة رياضية في المغرب. لقد قال الوزير أوزين إن الديمقراطية والشفافية ضروريان لإصلاح المشهد الكروي بشكل خاص والرياضي بشكل عام، بل وربط بين النتائج الإيجابية والدمقرطة. ماذا يعني هذا الكلام؟ يعني بكل بساطة، أن الشفافية كانت غائبة عن جامعة الفهري، ويعني أيضا أن الديمقراطية لم تكن موجودة، وأنه كان بدلا منها الاستبداد الذي ظلت تمارسه دائرة ضيقة ممن كانوا يتحكمون في اللعبة بالجامعة، ويقسمون الأدوار ويحصلون على الامتيازات، دون أن يكون هدفهم الأساسي هو إصلاح الكرة والمضي بها قدما، لذلك، كان خبر تأجيل الجمع العام والأوامر التي تلقاها الفهري بعدم تجديد ترشيحه مزلزلا بالنسبة لهم، إذ أن ذلك يعني أن حليب «بزولة» الجامعة الذي ظلوا يمصونه دونه رحمة قد نفذ، ونفذت معه كل الامتيازات التي كانوا يحصلون عليها، والتي حولت الجامعة إلى ضيعة في ملكيتهم. عدم تكرار هذه الأخطاء يقتضي أن تأخذ الجهات الوصية مسافة بين الجميع، دون أن تمارس الضغط لفائدة هذا المرشح أو ذاك، كما أن من يريد الترشح لرئاسة الجامعة عليه أن يعلن عن ذلك، لا أن يقوم البعض بدور «النكافة» بالنسبة له. هناك جمع عام وهناك ترشيحات، وكلمة الحسم يجب أن تكون لمن لهم أحقية التصويت، وليس لمن يحركون اللعبة من خلف ستار، أما التعامل مع مسيري الكرة على أنهم قاصرون فلم يعد مجديا.