تعيش مجموعة من الأحياء في مدينة العيون على وقع فوضى من نوع خاص، إذ تقول مصادر من عين المكان إن بعض الأحياء أضحت عبارة عن أسواق عشوائية للباعة المتجولين، كل يعرض ما لديه من مواد غذائية في ظروف غير ملائمة، لا تتوفر فيها أدنى معايير النظافة وشروط السلامة الصحية. لكن الملفت للانتباه وبشكل واضح، حسب المصادر ذاتها، انتشار ظاهرة الذبح السري التي باتت عادية جدا أمام أعين الجهات المسؤولة، دون أن تحرك ساكنا رغم توصلها بالعشرات من الشكايات، التي يطالب من خلالها الجزارون المتضررون بوضع حد لهذه الفوضى، التي لم تعد سرية بحكم انتشار الأحواش بمختلف أرجاء شارع الحزام بالحي الحجري، وهي عبارة عن مجازر عشواية غير مرخصة تذبح فيها العشرات من رؤوس الماعز والأغنام يوميا. كما تضيف المصادر ذاتها أن العديد من الشوارع والأزقة بنفس الحي وكذا أحياء العودة - الأمل - سوق لمخاخ - أرحيبة - محيط مسجد الدرهم وشارع القدس، أضحت هي الأخرى معرضا للعديد من الطاولات المخصصة لبيع هذه اللحوم وكذا اللحوم الحمراء مجهولة المصدر (لحم الجاموس) تحت أشعة الشمس، مما يجعلها عرضة للجراثيم ومختلف الحشرات. وفي هذا السياق، يقول أحد الجزارين: "لقد نفد صبرنا ولم نعد نحتمل المزيد من هذه الفوضى التي حولتنا من مهنة الجزارة الاحترافية الشريفة إلى مزاولة بطالة مقنعة نمارس من خلالها طهي الطنجية وشواء الكباب والكفتة لتعويض المشاكل المادية التي ألمت بنا،جراء هذا الارتباك الذي تتخبط فيه المدينة على مستوى تجارة اللحوم". وتساءل "هل ستتحرك الجهات المعنية لوضع حد لهذه الحالة أم أن تداخل المصالح والظروف الراهنة وخصوصية المنطقة أصبحت مشجبا تعلق عليه الجهات المعنية عجزها، وبالتالي يبقى المستهلك هو المتضرر الأول خاصة في هذا الشهر الفضيل؟».