يطلق عليها لذا حرفيي الجزارة مصطلح "الميمي" ويستعملها أغلب الجزارين، وهي عبارة عن مادة كيماوية خطيرة على صحة الإنسان، تجلب من الصين لأغراض صناعية ثم تتحول إلى مادة استهلاكية في غياب أية رقابة صحية وتتسبب في أمراض خطيرة للجهاز الهضمي. يستعملها الجزارون عن طريق وضع ملعقة صغيرة منها بآلة طحن اللحم قبل حضور الزبناء، إذ باستطاعة هذه الكمية أن تحول 4 كيلوغرامات من اللحم الفاسد أو الشحم الرديء أو أجزاء أخرى غير قابلة للاستهلاك إلى لحم، يبدو لونه للرائي أحمر فاتح ولا أثر للبياض فيه. بحكم إقبال الجزارين عليها أصبح ثمنها في السوق السوداء 300 درهم، يستغل الجزارون كبر حجم آلات طحن اللحم التي تحتفظ بأربع كيلوغرامات بداخلها من اللحم المفروم، فيستعملون اللحم الفاسد والشحم الرديء وأجزاء أخرى غير قابلة للاستهلاك مصحوبا بتلك المادة الكيميائية التي تحوله إلى لحم أحمر فاقع لونه يسر الناظر إليه، يمكن للمستهلك اكتشافها عند شواء اللحم المفروم عن طريق تقطيع كرية الكفتة إلى نصفين، حينها تبدو الجزيئات الداخلية ذات لون أحمر فاتح وكأنها صبغت بقلم لبدي أحمر. مصالح حفظ الصحة لم يسبق لها أن عاينت محلات الجزارة المتواجدة والنابتة كالفطر بالدروب والأحياء الشعبية ومحطات الوقود وباحات الاستراحة، للاطلاع على طبيعة المواد المستعملة ومصادر اللحوم المقدمة للاستهلاك والتوابل التي ترش بها "الكفتة" اللحم المفروم واللحوم المستورة والموضوع، أغلبها بالأكياس البلاستيكية الكبيرة الحجم التي تجلب عبر سيارات أنيقة لا تثير أي شبهة. ومادة "الميمي" كما تسمى لذا حرفيي الجزارة غير معروفة لدى عامة الناس، تشكل خطرا على صحة المستهلك إذ تصيب الجهاز الهضمي بأمراض خطيرة. ناهيك عن الذبائح السرية التي تنشط عبر محور الدارالبيضاء وبرشيد كعاصمة لمحترفي الجزارة، وتعرف منطقة مديونة مرتعا خصبا لإسطبلات ومنازل عشوائية تحولت إلى مجازر سرية، يتم فيها ذبح المواشي والأبقار، التي تعيش بمزبلة مديونة ناهيك عن جلب أبقار ومواشي ميتة، يتم سلخ جلدها وغسل لحمها وتقديمها للمستهلكين.