فجّر تقرير أنجزته لجنة المراقبة المالية لمجموعة من الوحدات الصحية، التي تشرف عليها التعاضدية العامة لوزارة التربية الوطنية في عدد من المدن المغربية، حقائقَ صادمة بشأن طرُق تدبير هذه المؤسسات، التي وُجدت أثناء تفتيشها في وضعية جد مزرية وتفتقر إلى أبسط شروط النظافة، وصلت إلى حد أنّ مرضى إحدى المصحات التابعة للتعاضدية يشربون من صهريج ماء متهالك، ولم يسبق تنظيفه أبدا.. ويخضعون للعلاج بأدوية مُهرَّبة من الجزائر وبمُعدّات طبية قديمة وغير خاضعة للتعقيم. وكشف التقرير، الذي عُرض على المشاركين في الجمع العام للتعاضدية، الذي انعقد في الأسبوع المنصرم في مراكش، خلاصات الزّيارات التفقدية المفاجئة التي قام بها أعضاء اللجنة المذكورة لكل من المصحة التعاضدية في طنجة ومصحة الولادة والجراحة في وجدة، وعيادة الأسنان في كل من تازة، طنجة، وجدة، أسفي، مراكش، فاس، مكناس، خريبكة، بني ملال، ورزازات، زاكورة والراشدية، إضافة إلى التفتيش الذي خضعت له العديد من ممثليات التعاضدية العامة، حيث لاحظ المفتشون أن جلّ هذه المنشآت متهالكة وبدون مراقبة فعلية، وأوصوا في خلاصة الوثيقة ذاتها الجمع العامّ بضرورة اتخاذ القرار المناسب لحلّ هذا الوضع المزري، نظرا إلى تأثير الخروقات والاختلالات المرصودة من طرفهم على التوازنات المالية للتعاضدية. وأشار التقرير نفسه، الذي توصلت «المساء» بنسخة منه، إلى أنّ لجنة المراقبة تفاجأت أثناء زيارتها التفقدية لمصحّة الولادة في وجدة، والتي دامت 6 ساعات، بخروقات وتجاوزات فظيعة، تمثلت أساسا في الوضعية المتردّية لجلّ مرافق المصحة، حيث وقف المفتشون على غياب التدفئة وعدم نظافة غرف المرضى ووجود مراحيض في وضعية جد مزرية لا تعكس إطلاقا الصورة الصّحية و النظيفة التي يجب أن تكون عليها، سواء تلك التي توجد داخل الغرف أو خارجها، إضافة إلى الحالة المُتردّية للأسِرّة والجدران، والتلف الذي أصاب مجموعة من المُعدّات الطبية للمصحة، والأخطر من ذلك كله هو تواجد صهريج الماء منتصب فوق السطح دون غطاء، وفي وضعية جد متهالكة ومتسخة، حيث لم يسبق أن تم تنظيفها، مع أنّ ماءها يُستعمَل للطبخ والشّرب من طرف المرضى. ووصفت لجنة المراقبة صيدلية المصحة سالفة الذكر بالنقطة السّوداء، بعدما عثرت فيها على أدوية طبية مهرَّبة من الجزائر، مسجلة في تقريرها أنّ خزان الأدوية يفتقر إلى منفذ التهوية ولمكيف أو مبرّد، مشيرة إلى أنها وجدت علب الأدوية مبعثرة ومتناثرة بشكل عشوائيّ، خاصة أدوية التخدير والإنعاش الموضوعة بدون إجراءات احترازية، وأنّ الدفتر الذي تسجل فيه الأدوية المُستعمَلة غير مؤمّن، مما يسهل، حسبها، تغيير المعطيات التي يضمها. أما بشأن المصحة متعدّدة الاختصاصات في الدارالبيضاء، فكشف التقرير أنه رغم المصاريف التي أنفِقت من أجل ترميمها، فإنها ظلت تفتقر إلى أدوات العمل الضرورية، وفي حالة متردية.. وأوصت اللجنة بإعادة النظر في الأموال المرصودة لها كل سنة دون أي نتيجة، حيث تبقى البناية على حالها، وهذا راجع إلى عدم تتبع الأشغال ومراقبتها. كما سجلت أنّ معظم المستخدَمات هنّ في الأصل منظفات يقمن بمهمة الممرضات، وأن غرفة العمليات تنعدم فيها الإنارة وتفتقر إلى التعقيم، مثلها مثل قاعة الإنعاش، وآلات التشخيص في عطل دائم، حسب تعبيرها.