هاجمت جماعة الإخوان المسلمين، بقوة القائد العام للقوات المسلحة المصرية، عبد الفتاح السيسي، محملة إياه المسؤولية عن سقوط 53 قتيلا، بينهم 5 أطفال، وإصابة مئات الجرحى من مساندي الرئيس المطاح به، محمد مرسي. وقالت الجماعة، في بيان لها، إن المعتصمين استهدفوا فجر أمس الاثنين، من طرف قوات الجيش والشرطة، التي أطلقت عليهم الرصاص وقنابل الغاز أثناء أدائهم صلاة الفجر قرب دار الحرس الجمهوري. وأضاف بيان «الإخوان» بأن أفراد الجيش والشرطة فعلوا ذلك «دون مراعاة لحرمة الصلاة وحرمة الحياة، إضافة إلى العدوان على حق المعتصمين في التظاهر السلمي». كما استنكر البيان استمرار قوات الأمن والشرطة في مطاردة واعتقال المعتصمين، حتى بعدما لاذوا بمسجد المصطفى القريب من منطقة دار الحرس الجمهوري، احتماء من إطلاق الرصاص. وعاد بيان الإخوان المسلمين إلى «تجريم» ما حدث يوم 3 يوليوز الجاري، حينما عزل الجيش الرئيس مرسي، وعطّل العمل بالدستور ثم كلف رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور برئاسة البلاد، وقال: «إن هذه الجريمة البشعة التي اقترفها قائد الجيش الذي انقلب على الشرعية ونكث بالعهد والقسم واستولى على الحكم بانقلاب عسكري مكتمل الأركان بغطاء من بعض المدنيين إنما تؤكد مدى وحشيته ودمويته». كما دعا البيان الشعب المصري إلى الانتفاض ضد من «سرقوا ثورته». وأكدت الندوة الصحفية التي نظمها القائمون على المستشفى الميداني في رابعة العدوية، زوال أمس الاثنين، ما جاء في بيان «الإخوان»، نافين أن يكون الضحايا حاولوا اقتحام دار الحرس الجمهوري أو مهاجمة الجيش. وحكى الدكتور محمد سعيد، أحد القائمين على المستشفى الميداني، كيف أنه رافق ثلاثة شباب أصيبوا إصابات خطيرة إلى مستشفى الدمرداش، لكن سيارة الإسعاف وجدت صعوبة بالغة في تجاوز الحواجز الأمنية، مما أدى إلى وفاة الشباب الثلاثة في الطريق إلى المستشفى. وجاء رد فعل حركة «تمرد»، على أحداث الاثنين، متطرفا، حيث دعت الرئيس المؤقت إلى حل حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لحركة الإخوان المسلمين، وإدراج قياداته في قائمة العزل السياسى إسوة بحل الحزب الوطني السابق، بعد «العثور على أسلحة لدى أفراد هذا الحزب»، يقول قيادي بالحركة ل»المساء». وجاء في بيان ل»تمرد»: «حزب الإخوان مطابق فكريا لحزب هتلر النازي. وكما قتل هتلر اليهود فحزب الإخوان يقتل الشعب. يجب حل حزب الإخوان وعزل قياداته لخطورته على مصر». وتأكد ل«المساء»، من أكثر من مصدر، أن وكيل نيابة منطقة عابدين، جمال يسري، أصدر أوامره بتشميع المقر الرئيسي لحزب الحرية والعدالة بوسط القاهرة، بسبب العثور داخل مقره المركزي على أسلحة محظورة ومواد خطيرة. من جهتها، نفت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، بشكل تام، رواية الإخوان المسلمين ما حدث فجر أمس الاثنين، وقالت في بيان حصلت «المساء» على نسخة منه: « إن مجموعة إرهابية قامت في الساعة الرابعة من فجر اليوم (الاثنين) بمحاولة اقتحام دار الحرس الجمهوري بشارع صلاح سالم والاعتداء على قوات الأمن والقوات المسلحة والشرطة المدنية، مما أدى إلى استشهاد ضابط وإصابة عدد من المجندين منهم ستة حالتهم خطيرة». وأضاف البيان أن الجيش تمكن من «القبض على 200 فرد من المعتدين وبحوزتهم كميات كبيرة من الأسلحة النارية والذخائر والأسلحة البيضاء وزجاجات المولوتوف». ولم يصدر عن القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية أي بلاغ بخصوص ما روجته عدد من الوكالات حول اختطاف أنصار مرسي لجنديين وإرغامهما، تحت العنف، على الهتاف بحياة الرئيس مرسي باعتباره «الرئيس الشرعي» وتصوير ذلك وإذاعته. وفي موضوع ذي صلة، أعلن حزب النور السلفي، الذي كان قد أعلن في وقت سابق تأييده لتدخل الجيش لعزل الرئيس مرسي، انسحابه من التفاوض حول تنصيب الحكومة الجديدة وإعلان الدستور، وفق خارطة الطريق التي جاءت بها القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، احتجاجا على سقوط عشرات الأرواح قرب دار الحرس الجمهوري. وتوقع الكثيرون في مصر أن ينضم السلفيون، قادة وقواعد، إلى جماعة الإخوان المسلمين لمواجهة الجيش والأطراف السياسية المؤيدة له. وبانسحاب حزب النور من التفاوض على تشكيل الحكومة، تصبح حظوظ الدكتور محمد البرادعي لتولي منصب رئيس الحكومة المؤقتة، التي ينتظر أن يتم الإعلان عنها في أقرب الآجال، قوية.