«طوقت» عناصر من القوات العمومية، ظهر أول أمس الاثنين، دُور القرآن التابعة لجمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش، التي يرأسها الشيخ محمد المغراوي من أجل تنفيذ قرار وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية بإغلاقها، لكنّ احتشاد أعضاء ومتعاطفي التيار السلفي أمام الأبواب حال دون تحقيق ذلك. وعرفت منطقة «الرويضات»، في مقاطعة جليز ومنطقة سيدي يوسف بنعلي وحي المحاميد، حيث توجد مقرات لتحفيظ القرآن تابعة للدعوة السلفية التقليدية، استنفارا أمنيا كبيرا، إذ حضرت تشكيلة أمنية تضمّ القوات المساعدة وقوات التدخل السريع، إضافة إلى عناصر تنتمي إلى الشرطة القضائية والمصالح الاستخبارتية، للوقوف على عملية إغلاق دور القرآن التابعة للشيخ المثير للجدل. ولم يجد المسؤولون الأمنيون الطريق معبّدة أمامهم، إذ بمجرّد ما أخبر المسؤولون في وزارة الداخلية وفي الإدارة العامة للأمن الوطني القائمين على دور القرآن بالحضور لتنفيذ قرار المندوب الجهوي لوزارة الأوقاف في مراكش حتى هرع مئات السلفيين إلى أمام أبواب دُور القرآن المذكورة، بعد توصلهم باتصالات هاتفية من القائمين على الدور، حيث حلّ أزيد من 1000 شخص ينتمون إلى جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش إلى أمام الأبواب الرئيسية لدور القرآن، مشكلين «دروعا بشرية» حالت دون تنفيذ القرار. ولم تستطع الشّمس الحارقة أن تطفئ نار غضب سلفيي المغراوي، إذ مكث الآلاف أمام الأبواب الرئيسية لدور القرآن الثلاثة، غير آبهين بتوضيحات المسؤولين الأمنيين، الذين حضروا لتنفيذ القرار الصادر عن أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية. فقد مكث رواد دُور القرآن أمام الأبواب الرئيسية مانعين عناصر القوات العمومية من الدخول إلى الدور وتنفيذ قرار الإغلاق، على اعتبار أنّ الشيخ المغراوي أكد لهم قبل توجهه إلى المملكة العربية السعودية من أجل أداء مناسك الحج أنه يجب أن «يصمدوا بشكل سلميّ ضد القرار التعسفي»، لكن اتصالا من الديار السعودية من الرجل الأول في الجمعية جعل درجة الاحتقان التي عرفها الوضع أمام دور القرآن تزول، بعد أن أمر المغراوي المسؤولين في الجمعية بفك اعتصامهم والسماح للمسؤولين الأمنيين بتنفيذ قرار الإغلاق.. وهو الأمر الذي جعل بعض طلبة دار القرآن يذرفون الدموع، إضافة إلى حماد القباج، أحد الوجوه البارزة في جمعية الدعوة على القرآن والسنة. وقد عاينت «المساء» مشاركة عدد من أعضاء حزب العدالة والتنمية وشباب حركة 20 فبراير في وقفة منطقتي المحاميد وسيدي يوسف بنعلي، حيث ردّدوا شعارات تستنكر قرار وزارة أحمد التوفيق، مؤكدين مواصلتهم الاحتجاج بشكل «سلميّ» إلى حين فتح دور القرآن من جديد. وأكدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن قرار إغلاق أماكن التعليم، التي تسميها جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة «دور القرآن»، صدر «طبقا للقانون»، مشدّدة على أنّ «كل تعليم يستهدف العموم ويكون مضمونه الدين، سواء كان تحفيظا للقرآن أو تعليما للعلوم الشرعية، يقع تحت طائلة قانون التعليم العتيق، بقطع النظر عمن يقوم به أو الأماكن التي يتم فيها». وأوضحت الوزارة أنّ أصحاب الأماكن التي شملها قرار الإغلاق «رفضوا تسوية وضعيتهم إزاء السلطات الوصية على التعليم العتيق في الآجال المقررة». كما أنهم «لم يقبلوا الإشراف الذي يخوّله القانون لسلطات الوصاية على التعليم العتيق رغم التنبيهات المتكررة منذ حلول الآجال المحددة قانونيا».