نفذت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وعيدها للمغراوي بعد انتهاء المهلة التي منحت له حتى 28 من الشهر الماضي من أجل تسوية وضعيته القانونية ل «دور القرآن» التابعة لجمعية الدعوة إلى القرآن الكريم والسنة التي يتزعمها، حيث علمت الجريدة أن عناصر القوة العمومية من مختلف الأصناف حاصروا مقر الجمعية بمراكش وأرغموا المئات من أنصار المغراوي الذين قدموا من مختلف مناطق المغرب، على إخلاء المقر الذي تم إغلاقه. وعلمت الجريدة أن المغراوي يوجد خارج المغرب، وأنه أعطى تعليماته لأنصاره من أجل عدم مواجهة القوات العمومية بعدما تأكد أن الأخيرة عازمة على تنفيذ قرار مندوبية الوزارة بمراكش القاضي بالإغلاق التام لهذه المقار التي توجد في وضعية منافية للقانون. وعمد أنصار المغراوي على شن حملة تصعيدية ضد السلطات المحلية والوطنية بدعوى محاربة القرآن والسنة ومحاربة تجويد وتحفيظ القرآن والعلوم الشرعية، وهو ما حدا بالوزارة إلى إصدار بيان شديد اللهجة، استنكرت من خلاله ما وصفته بالادعاءات التي تحاول أن توهم الناس بأن الاغلاق، هو منع لتعليم القرآن والتضييق على النشر. وأكد بيان الوزارة أن قرار إغلاق أماكن التعليم التي تسميها جمعية المغراوي ب «دور القرآن»، جاء طبقا للقانون، خاصة وأن أصحاب هذه الأماكن التي شملها قرار الإغلاق رفضوا تسوية وضعيتهم إزاء السلطات الوصية على التعليم العتيق في الآجال المقررة، حسب البيان ذاته. وشددت وزارة التوفيق على أن ما يتم الترويج له من قبل أتباع المغراوي بمراكش، أن أصحاب تلك الأماكن لم يتقبلوا الإشراف الذي يخوله القانون للسلطات الوصية على التعليم العتيق بالرغم من التنبيهات المتكررة. إلى ذلك أكدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية أن «النهضة المشهودة التي تعيشها المملكة المغربية فيما يتعلق بالعناية بالقرآن الكريم تحفيظا، تعليما وتشجيعا هي من القوة والذيوع والتنوع»، وهو ما لا يترك الفرصة لتضليل الرأي العام، يقول البيان الذي أضاف أن من يتعلمون القرآن بالمساجد ومدارس التعليم العتيق والكتاتيب المرخص لها يعدون بمئات الآلاف. وحسمت الوزارة بالتأكيد على أن «المغرب ليس بلدا يمكن أن يترك فيه موضوع تعليم القرآن بدون أصول ولا مناهج ووفق برنامج تربوي رسمي في إطار القانون». وعلمت الجريدة من مصادر مطلعة أن الوزارة تعمل على تسجيل جميع الطلاب في المدارس القرآنية في المدارس المرخصة قانونا والتابعة للتعليم العتيق، وهو منتشر في المغرب منذ مئات السنين، ويحظى برعاية رسمية وشعبية، وأصبح مرجعا معروفا في تخريج الفقهاء والعلماء وحفظة القران. يذكر أن هذه الجمعية سبق وشهدت زيارة من طرف وزير العدل والحريات مصطفى الرميد في ضيافة السلفي المغراوي، حيث قال من هناك إن السياح يأتون إلى مراكش لمعصية الله، وهو التصريح الذي كاد يعصف بالتحالف الحكومي باكرا، خاصة بعد احتجاج وزير السياحة على زميله في التحالف الحكومي .