اجتاز امتحاناتِ الباكلوريا بنجاح 150 نزيلا في السجون المغربية، من أصل 588 مرشحا خاضوا غمار الامتحانات كمرشحين «أحرار». وبلغت نسبة النجاح في صفوف المعتقلين 25.5 في المائة، و هي نسبة جيدة اعتبارا لوضعية السّجناء، من جهة، وطبيعة اختباراتهم كمرشحين لباكلوريا «حرة»، واستنادا أيضا إلى النسبة الوطنية العامة للنجاح في الدورة العادية لامتحانات البكالوريا لهذه السنة، والتي لم تتجاوز 37.91 في المائة، وهي أدنى نسبة نجاح تسجَّل منذ خمس سنوات، حيث كانت نسبة النجاح برسم الموسم الدراسي الماضي في امتحان الدورة الأولى لنيل شهادة الباكالوريا 48.96 في المائة. ونظرا إلى طبيعة امتحانات الباكلوريا بالنسبة إلى نزلاء المؤسسات السجنية، فإنّ موقعهم بين المرشحين الأحرار مهمّ جدا، إذ لم تتجاوز نسبة نجاح هذه الفئة على المستوى الوطني 13.39 في المائة، أيْ أن السجناء حصلوا على ضِعف النسبة الوطنية، أي بنسبة تطور بلغت 43 في المائة مقارنة مع الموسم الدراسي السابق.. علما أنّ 28.60 في المائة من النزلاء الناجحين حصلوا على ميزتي «حسن جدا» و«مستحسن»، وكان أغلبية المرشحين من فئة الذكور. وحسب المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج فإنّ عدد النزلاء الذين «أحيلوا» على الدورة الاستدراكية قد بلغ 165 مرشحا لاجتياز اختبار ثان، مما يجعل توقعات نجاحهم تصل إلى النصف. ورغم أنّ عدد نزلاء السجون الذين سبق للمندوبية العامة أن أعلنت دخولهم غمار امتحانات الباكلوريا قد تقلص ب97 مرشحا، حيث تم الإعلان عن 685 مرشحا لاجتياز الاختبارات، قبل تراجع الرقم -لأسباب متعددة- فإنّ العدد قد عرف ارتفاعا بحوالي 17 في المائة، ومرّت امتحانات الباكلوريا داخل المؤسسات السجنية في «جو يسوده الانضباط والهدوء، بإشراف وتنسيق مع وزارة التربية الوطنية وتعاوُن مع مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء»، علما أنّ سبعة مرشحين اجتازوا الامتحانات وهم في حالة سراح بعد الإفراج عنهم، في إطار التسهيلات القانونية التي تقدّمها المندوبية العامة لتمكين المفرَج عنهم من استكمال مسارهم التعليمي. ومقارنة ب»الجيران» فإنّ عدد سجناء الجزائر الذين شاركوا في امتحانات الباكلوريا بلغ 2301 معتقل، موزَّعين عبر 34 مؤسسة عقابية معتمَدة كمراكز امتحان رسمية، إلا أنّ نسبة النجاح لم تتجاوز نظيرتها في المغرب، مع الإشارة إلى معطى هامّ يتمثل في اجتياز سجين يقضي عقوبة السجن «مدى الحياة» اختبارات الباكلوريا في تخصّص العلوم التجريبة.. تحجر الإشارة إلى إنّ مجموع السجناء المُسجَّلين للاستفادة من برامج التعليم ومحو الأمية والتكوين المهني في المؤسسات السجنية في المغرب بلغ خلال الموسم الدراسي 2012 - 2013 ما مجموعه 14 ألفا و353 مستفيدا، أي بزيادة نسبتها 20 في المائة مقارنة مع الموسم الماضي، وهو «رقم قياسيّ لم يسبق أن سُجّل من قبلُ في تاريخ القطاع السجني»، وفق ما أوردت المندوبية العامة للسجون وإعادة الإدماج.