خرج العشرات من المرشدين السياحيين إلى الشارع للمطالبة ب»رحيل» الأجانب عن قطاع الإرشاد السياحي في المغرب. ونظم المرشدون السياحيون، صباح يوم أول أمس الخميس في عدد من مدن المغرب، وقفات احتجاجية أمام المندوبيات الجهوية لوزارة السياحة، مُلوّحين بلافتات وشعارات مناوئة ل«مستثمرين» أجانب أصبحوا يؤدّون دورَ المرشدين السياحيين المغاربة بدون أيّ ترخيص، وفي تجاوز للقانون، ما يؤدي إلى إلحاق أضرار بالمهنة، وأصحابها. وقال عبدو السوسي، عضو مكتب الجمعية الجهوية للمرشدين السياحيين في فاس، في اتصال ل«المساء» به، إنّ أجانب يملكون دُور ضيافة في المدينة العتيقة أصبحوا يتكلفون بمهامّ المرشدين السياحيين المغاربة، دون أي ترخيص وفي تجاوز للإجراءات القانونية المعمول بها في المجال. وذكَر السوسي أنه «يصعب تحديد رقم بخصوص عدد المتطفلين الأجانب على القطاع»، لكنه سجل، مع لك، أن «الظاهرة أصبحت تبعث على القلق، لأنها تهدّد المرشدين في أرزاقهم». وعادة ما يصل السياح إلى دُور الضيافة التي يملكها الأجانب، وبعد استكمال ترتيبات استقبالهم، يتكلف صاحب الدار بمرافقتهم للتجول في أزقة ودروب المدينة العتيقة، ويسهر على جميع تنقلاتهم وتحركاتهم، بما فيها زيارتهم عددا من المحلات التجارية المتخصّصة في عرض السلع التقليدية الموجَّهة للسياحة. وفي الوقت التي تشنّ عناصر الشرطة السياحية، بين الفينة والأخرى، حملات على مغاربة متطفلين على قطاع الإرشاد السياحي بتهمة عدم التوفر على ترخيص وابتزاز السياح والإساءة لسمعة المغرب ووجهته السياحية.. فإنّ المصادر تورد أن السلطات تتعامل بنوع من «الحذر» مع ظاهرة انتشار المرشدين السريين الأجانب، ما يزيد من غضب المحتجّين. ووجد المرشدون السياحيون المغاربة أنفسهم، في ظلّ هذا الوضع، في عطالة مُقنَّعة. وقالت مصادر إن الظاهرة أصبحت منتشرة بشكل مخيف في عدد من الوِجهات السياحية في المغرب، وهذا ما دفع جمعيات المرشدين السياحيين إلى الخروج للاحتجاج لدقّ ناقوس الخطر، بعدما لم تسفر جلسات حوار مع وزارة السياحة عن أي إجراءات للحد من هذه الظاهرة، وفق المصادر ذاتها.