أصدر قاضي الغرفة الثاني في المحكمة الإسبانية العليا، إسماعيل مورينو، أول مذكرة اعتقال في حق شخصين من سبتة يعتبران من أخطر أعضاء الخلية التي تم تفكيكها يوم 21 من الشهر الجاري، يعتقد أن أحدهما فرّ إلى المغرب. ووفق مصادرنا، فإن الأمر يتعلق ب«إسماعيل عبد اللطيف علال»، الملقب ب«ستيفو»، البالغ من العمر 38 سنة، والذي يعتبر المستقطب الأوربي للخلية، وعقلها المدبر، ويوجد بمكان ما في بلجيكا، ويتوفر على بعض الشقق، سواء في سبتة أو في شمال المغرب. فيما يدعى المتهم الثاني «ياسين أحمد العربي»، الملقب ب«بيستو»، ويبلغ من العمر 28 سنة. وكشفت مصادرنا أنّ عبد اللطيف علال، الرأس المدبر للخلية، قام على الأقل بثلاث رحلات إلى تركيا، الأولى كانت في شهر أبريل من السنة الماضية، رفقة المجموعة السبتاوية الأولي، التي نجح في «تجنيدها»، والتي توجهت حينها للجهاد في سوريا، حيث تكلف خلال تلك الرحلة بتقديم الدعم اللوجيتسي للفوج الأول لدى وصوله إلى تركيا. من جهتها، كشفت مصادر أخرى ل«المساء» تسهيل تحرّكات عناصر الاستخبارات الإسبانية في تطوان، والفنيدق، كما يتم تسهيل عمل نظرائها المغاربة في مدينة سبتة، في إطار تنسيق أمني إسباني - مغربي مكثف بهدف اعتقال العناصر الفارّة إلى المغرب. كما لم تستبعد مصادرنا أن تطال الاعتقالات عناصرَ أخرى، سواء في المغرب أو سبتة، التي لها ارتباطات بالخلية المفككة. في السياق ذاته، وصل عدد الملتحقين ب«الجهاد في سوريا» من أبناء أحواز مراكش إلى 11 شخصا، بينهم ابن برلمانيّ ورئيس جماعة قروية ينتمي إلى حزب الاستقلال. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء»، فإنّ سبعة من الملتحقين -قبل حوالي أسبوعين- بالديار السورية يتحدرون من منطقة «اثنين أوريكا»، القريبة من مراكش، وخمسة منهم يتحدّرون من الجماعة القروية «اغمات». ويعتبر القاسم المشترَك بين أغلب هؤلاء ال11، الذين توجه بعضهم إلى سوريا عن طريق السعودية بدعوى أداء مَناسك الحج. فيما توجه البعض إلى دول عربية أخرى بدعوى التجارة، أنهم متشبعون بالفكر السلفي. ورجحت مصادر «المساء» أن يكون المقاتلون ال11 قد تلقوا تدريبات في جبال أوريكا، قبل التوجه صوب سوريا. وحسب المعلومات التي حصلت عليها «المساء» فإن البحث جار عن «الخلية»، التي سهّلت لهؤلاء السفر، خصوصا بعد أن راجت معلومات تفيد أنّ شخصا يدعى «السوسي» هو العقل المدبّر والمتزعم ل»خلية» أحواز مراكش، التي تشرف على عمليات الترحيل. وأوضحت مصادر «المساء» أنّ المستوى التعليمي لهؤلاء المقاتلين متوسط، إذ من بين هؤلاء من لم يحصلوا على الشهادة الابتدائية، مما جعل «عملية الاستقطاب سهلة». وقد استنفر هذا الحادث جلّ الأجهزة الأمنية والاستخباراتية ومصالح الدرك الملكي، إذ شرعوا بمجرّد توصلهم بمعلومات تفيد رحيل عدد من أبناء منطقة «اثنين أوريكا» وجماعة «اغمات» في البحث عن الجهة التي تسهّل لهم عملية السفر صوب الديار السورية. كما ينصبّ التحقيق من قبل الأجهزة الاستخباراتية على الأفراد الذين تربطهم علاقة فكرية وتنظيمية مع الملتحقين بالقتال في سوريا. وتجري الأجهزة الاستخباراتية تحرّيات دقيقة وسرية من خلال الاستماع إلى أقارب وأصدقاء المقاتلين ال11، لمعرفة الجهات التي يعملون معها وتجندهم للذهاب للقتال في سوريا.