وجه تقرير صادر عن المخابرات الوطنية الإسبانية اتهاما مباشرا للشيخ عمر الحدوشي، وأحد شيوخ التيار السلفي الجهادي، الذي غادر السجن مؤخرا بعفو ملكي، بتجنيد الشباب للقتال في سوريا ضد نظام بشار الأسد. وجاء في هذا التقرير الاستخباراتي، الذي أحيل على المحكمة الوطنية الإسبانية، «أن الحدوشي يعتبر عنصرا رئيسيا في مسلسل تطرف واستقطاب الإسبان الثلاثة الذين توجهوا إلى سوريا، وهم رشيد وهابي، ومحمد العياشي، ومحمد عبد السلام»، وربط التقرير المخابراتي المذكور بين الشيخ الحدوشي وهؤلاء الأشخاص الثلاثة المقيمين بسبتة، قبل ذهابهم إلى سوريا للانضمام إلى الجيش السوري الحر، حيث قام بعضهم بعمليات «انتحارية» هناك. وبدورها، نشرت يومية «إلموندو» الإسبانية مقالا حول الأمر، مستندة إلى فقرات من التقرير الاستخباراتي، مشيرة إلى أن تقريرا شاملا تم توجيهه إلى المحكمة الوطنية حول الإسبان المغاربة الثلاثة، والذي تم التأكيد فيه على ما وصفه التقرير ب«الدور البارز للزعيم الراديكالي الحدوشي». وأضاف التقرير ذاته أن عمر الحدوشي كان قد اجتمع، في مسجد بمدينة تطوان، بعدد من الأشخاص، بعضهم لهم علاقة بالشبان الذين توجهوا إلى سوريا يوم 7 أبريل من الشهر الماضي، وهم رشيد وهابي ومحمد العياشي، الملقب ب«بيتي»، ومحمد عبد السلام الملقب ب «طافو». ووفق مصادرنا، فإن التقرير الاستخباري الإسباني يعود إلى إلقاء الشيخ الحدوشي خطبة صلاة الجمعة بمسجد «التوبة» بمدينة سبتة، خلال منتصف شهر يونيو الماضي، الأمر الذي أثار استنفارا استخباراتيا غير مسبوق داخل المدينةالمحتلة، حيث لم يعلم جهاز الاستخبارات الوطنية الإسبانية بزيارة الحدوشي رفقة شخصين للمدينة، إلا بعدما وطئت قدماه معبر «تاراخال» الإسباني باب سبتة، حيث سلم جواز سفره إلى الشرطة الإسبانية، حينها، انطلقت الآلة الإعلامية الإسبانية في تهويل ملابسات الزيارة، محذرة مما وصفته ب«المد السلفي» بالمدينةالمحتلة، رابطة بين أمر زيارة الحدوشي المفاجئة وتوجه شبان من مغاربة سبتة إلى سوريا للجهاد ضد نظام بشار الأسد. وفي اتصال ل«المساء» بعمر الحدوشي، وصف هذا الأخير التقرير ب«الكاذب»، قائلا إنه «يتحدى» إسبانيا أن تقدم أي دليل أو شبه دليل على ما يزعمه التقرير. وأضاف الحدوشي أن «هذا مجرد افتراءات وكذب، وإسبانيا لا تعوزها العناوين الكاذبة واختلاق الأشياء، كما فعلت سابقا مع صور مخيم إكديم إيزيك». ونفى الحدوشي للجريدة أية علاقة له ولو بشخص واحد من الذين توجهوا إلى سوريا، مستنكرا ما ورد في التقرير بشدة، مضيفا أنه سيلجأ إلى القضاء لدحضه، كما وصف مضمونه ب«الافتراءات الموجهة ضده».