كشف حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، خلال الاجتماع الطارئ، الذي جمع أعضاء اللجنة التنفيذية مساء أول أمس الأربعاء في المركز العام بباب الأحد بالرباط، عن بعض تفاصيل استقبال الملك محمد السادس له بالإقامة الملكية بمدينة وجدة، وتسليمه مذكرة الحزب التفسيرية لقرار الانسحاب من حكومة عبد الإله بنكيران. وحسب مصادر حضرت اجتماع اللجنة التنفيذية الذي قارب الساعتين، فقد أخبر أمين عام حزب الاستقلال الحاضرين بأن ملك البلاد استفسره عن أسباب ودواعي تقديم مذكرة الاستقلاليين، فقدم له إجابات مختصرة. وكشفت المصادر ذاتها أن الملك أبدى خلال الاستقبال الذي دام 18 دقيقة ملاحظاته حول طول المذكرة المسلمة والحاجة إلى الوقت لدراسة الأسباب ال 19 لانسحاب الاستقلال من الحكومة. وفي الوقت الذي أوضحت مصادرنا، نقلا عن شباط، أن أسئلة الملك محمد السادس بخصوص المذكرة كانت دقيقة وارتبطت بالأسباب التي دعت إلى قرار المجلس الوطني للحزب الانسحاب من الحكومة الثلاثين في تاريخ المغرب الحديث، حرص شباط على تسليم الملك، فضلا عن المذكرة التي تضمنت تفسيرات لمواقف الحزب ومبررات قرار المجلس الوطني للحزب القاضي بالانسحاب من الحكومة مع إعمال مقتضيات الفصل 42 من الدستور، المذكرتين التي وجههما الحزب إلى رئيس التحالف الحكومي دون أن يتوصل بأي رد. إلى ذلك، حرص شباط خلال الاستقبال الملكي على بث رئيس الدولة شكواه من تصرفات رئيس الحكومة، معرجا على ما كانت تعرفه اجتماعات الأغلبية الحكومية، وعلى مراحل الخلاف معه، والتي توجت بتوجيه مذكرتين، تقول المصادر، مشيرة إلى أن ملك البلاد طالب زعيم الاستقلاليين باستحضار المصلحة العليا للبلاد، واعدا إياه بالرد على المذكرة التفسيرية خلال الأيام القريبة. من جهة أخرى، كشفت مصادرنا أن شباط بدا «سعيدا جدا» بالاستقبال الملكي له، إذ رأى فيه ردا قويا على حزب العدالة والتنمية، الذي شكك بعض قيادييه في الاتصال الملكي الذي جرى بعد قرار الانسحاب في 10 ماي الفائت، مشيرة إلى أن شباط أكد أن الأجواء التي مر منها الاستقبال الملكي كانت جد إيجابية، وهي الأجواء التي انعكست على الحالة النفسية التي ظهر بها خلال اجتماع اللجنة التنفيذية. واستنادا إلى مصادر الجريدة، فإن سعادة أمين عام حزب الاستقلال كانت غامرة، خاصة بعد أن تلقى التهنئة من الملك على الجولة التي قادته إلى الأقاليم الجنوبية الأسبوع الماضي حيث تم تنظيم عدد من التجمعات في حواضر الصحراء، مشيرة إلى أن شباط نقل إلى الملك طلب ساكنة الصحراء بأن يخصهم بزيارة ملكية في الأيام القادمة. أجواء الارتياح انتقلت عدواها إلى أعضاء اللجنة التنفيذية، الذين عبروا عن ارتياحهم للوضع الحالي، مؤكدين في حديثهم مع «المساء» أن بلاغ الديوان الملكي فيه رد على بنكيران. وفي هذا السياق، قال عادل بنحمزة، الناطق الرسمي باسم الحزب، في اتصال مع الجريدة: «سنستمر في توضيح موقفنا بالموازاة مع انتظار جواب صاحب الجلالة»، مضيفا «إلى حين حدوث تطور في ما يتعلق بالمذكرة التي رفعها الحزب إلى جلالة للملك، سنواصل حملتنا التوضيحية في باقي أنحاء المملكة وستكون فرصة لتوجيه ما يكفي من الملاحظات لعمل الحكومة من أجل تجويدها وتطويرها». وفيما وجه شباط خلال مروره ببرنامج «90 دقيقة» رسائل إلى بنكيران، حينما جدد نفي رغبته والقياديين المحسوبين عليه في الاستوزار، قررت اللجنة التنفيذية عقد دورة استثنائية للجنة المركزية للحزب يوم السبت القادم بالرباط.