وصفت مصادر استقلالية أن اللقاء بين جلالة الملك وحميد شباط كان لقاء إيجابيا، حيث استغرق 20 دقيقة. وتساءلت، ذات المصادر، كيف لرئيس الدولة يستقبل الأمين العام لحزب الاستقلال بعد 30 دقيقة من اتخاذ قرار الانسحاب من طرف المجلس الوطني، في حين تجاهل بنكيران هذا الموقف الذي سيزعزع أركان حكومته. وبعد 40 يوما يستقبل الملك، شخصيا، الأمين العام. في حين يتجاهل بنكيران التجاوب مع مذكرات الاستقلال. وفي ذات السياق علمت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» أن الملك أنصت لحميد شباط مطولا، حيث سلمه الأخير ثلاث مذكرات، الأولى مكونة من 12 صفحة، يطلق فيها شباط النار على بنكيران، الذي يتصرف كأمين عام لحزب، وليس كرئيس للحكومة، ومعلوم أن جلالة الملك خصص طائرة خاصة حملت حميد شباط، ذهابا وإيابا، من الرباط إلى وجدة، حيث تم استقباله هناك. وكان حزب الاستقلال قد قدم إلى رئيس الحكومة مذكرة بتاريخ 3 يناير 2013 طالب فيها بعقد اجتماع لمكونات الأغلبية الحكومية لمناقشة هذه المذكرة التي اعتبرها حزب الاستقلال أرضية للنقاش، إلا أن بنكيران تجاهل هذا المطلب، ولم يرد على حليفه في الحكومة الحالية. وتضمنت المذكرة المرفوعة إلى جلالته، أيضا، الوثيقة التي رفعها الاستقلال في مارس من هذه السنة، والمتعلقة باقتراحات الحزب، بخصوص الوضعية الاقتصادية والاجتماعية، إلا أن نفس التجاهل تعامل به بنكيران. كما تضمنت المذكرة الحيثيات التي بني عليها قرار الانسحاب من الحكومة المتخذ من طرف المجلس الوطني، وردا على القراءات المتجنية لحزب العدالة والتنمية للموقف الاستقلالي، سبق لحميد شباط، تقول مصادرنا، أن أقسم بأغلظ الإيمان أن هذا الموقف المتخذ لا تمليه أية حسابات شخصية غايتها الانضمام شخصيا إلى الحكومة، ونفى نفيا قاطعا أن يتمثل هو أو أي عضو من اللجنة التنفيذية في الحكومة. مصادرنا أكدت أن بنكيران تمادى في تجاهله لمواقف حزب الاستقلال، إذ عشية اتخاذ قرار مغادرة سفينة الحكومة، لم يثر ذلك اهتمامه، بل تمادى في تجاهله. ورأت مصادرنا أن لقاء الملك بشباط كان مبنيا على الفصل 42 من الدستور، وهو الاستناد الذي ذهبت إليه قيادة الحزب حينما طالبت بالتحكيم الملكي. وبالمقابل عقدت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال مساء أول أمس اجتماعا استثنائيا خصص لدراسة اللقاء الملكي مع حزب الاستقلال، حيث تنتظر القيادة جواب الملك بهذا الشأن، في حين علمت الجريدة أن القيادة الاستقلالية ستعقد العديد من الاجتماعات لتسليط المزيد من الضوء على قرار الانسحاب من حكومة بنكيران.