خرج مئات من عمال الإنعاش الوطني، صباح أمس في الرباط، في مسيرة احتجاجية للمطالبة بالإدماج المباشر في سلك الوظيفة العمومية، ورفض «الاستعباد» و«الاستغلال» الذي تعيشه هذه الفئة من العمال. وشهدت المسيرة رفْعَ شعارات قوية ضد الحكومة، وصلت إلى حد المطالبة ب«رحيل» رئيسها عبد الإله بنكيران، الذي خصّه المتظاهرون بشعارات مباشرة تتهمه بالتنصل من الوعود التي قدّمها للمواطنين. كما هتف المُحتجّون بشعارات تعبّر عن حالة الحيف التي يعيشها عمال الإنعاش الوطني، من قبيل «علّ صوتك يا إنعاشْ علّ صوتك يا مقهورْ.. بالوحدة والتضامن اللي بغيناه يكون يكونْ»، و»ما دارْ والو ما يْدير والو.. بنكيران يمشي فحالو»، و«بنكيران.. ديكاجْ». أما اللافتات التي حملها العمال فلم تخرج بشكل عامّ عن المَطالب الاجتماعية، وأخرى تنتقد الحكومة، حيث طالب المتظاهرون ب»تسوية وضعية عمال الإنعاش الوطني بدون مساومة»، و»رفع التهميش الاجتماعي» و«الاستبعاد». كما رفعوا لافتة مكتوبا عليها: «الإنعاش الوطني 0% حقوق». واتهم يونس الإدريسي، الكاتب العامّ للنقابة الديمقراطية لعمال الإنعاش الوطني، الحكومة باستغلال العمال خلال الانتخابات التشريعية من أجل التصويت، غير أنّ هذه الأحزاب، وخاصة العدالة والتنمية، تنصلت من الالتزامات بعد الصعود إلى الحكم». كما أعلن الإدريسي أنّ عمال الإنعاش الوطني قرّروا رفع دعوى قضائية ضد حكومة عبد الإله بنكيران لدى محكمة العدل الدولية في لاهاي من أجل إنصاف العمال، الذين شبّه طريقة التعامل معهم بالطريقة التي يعامَل بها «العبيد»، على حد تعبيره. وذكر بيان للمنظمة الديمقراطية لعمال الإنعاش الوطني أنّ قرار المسيرة جاء بسبب «الوضعية المزرية والقاتمة التي يعيشها عمال وعاملات الإنعاش الوطنية، المتسمة بالحيف والإقصاء والتهميش والاستعباد والاستغلال، وأيضا بناء على التصريحات الجارحة وغير المسؤولة التي أدلى بها وزير الداخلية في البرلمان بخصوص وضعية عمال الإنعاش الوطني». وعبّر المكتب الوطني للنقابة عن التشبث بالإدماج المباشر في سلك الوظيفة العمومية، كل في القطاع الذي يشتغل فيه، مع احتساب الأقدمية، وتأكيده ضرورة إخراج نظام أساسي مهيكل ومؤطر للقطاع، حيث عبّر عن رفضه التنازل أو المساومة على حقوق العمال وتشبثه بالحق المشروع في الإدماج.