تشير عدد من المعطيات الأولية إلى بداية تحويل مدينة آسفي إلى قبلة خفية للسياحة الجنسية العربية، انطلاقا من تزايد إقبال السياح العرب على فنادق وفيلات وشقق المدينة المفروشة لقضاء أيام وليال حمراء، عبر اللجوء إلى خدمات وسيطات دعارة يتكلفن بجميع الترتيبات اللازمة في هذا الصدد. وتفيد معلومات دقيقة، توصلت إليها «المساء»، بأن تزايد إقبال السياح العرب من الخليج والمغرب العربي على مدينة هادئة وغير سياحية كآسفي له ما يبرره، وأن هؤلاء غالبا ما يدخلون المغرب في عطل سياحية عبر مطاري محمد الخامس أو المنارة بمراكش، ثم يلتحقون بآسفي باتفاق مسبق مع بعض الوسيطات في الدعارة. وبحسب الأنباء ذاتها، فإن فتيات ووسيطات دعارة من آسفي حولن شبكة الإنترنيت وحواسيبهن إلى وكالات أسفار جنسية، انطلاقا من ربط الاتصال مع خليجيين وعرب من المغرب العربي، قبل أن يعرضوا عليهم المجيء إلى آسفي«المدينة الهادئة والبعيدة عن الأنظار ورخيصة الكلفة والمعيشة لقضاء أوقات ممتعة مع شابات عازبات»، حسب تعبير إحدى الفتيات على شبكة للتعارف العربي على الإنترنيت. هذا وقد بدأت بوادر هذه السياحة الجنسية العربية المستترة تظهر في أرجاء المدينة، وقد تأكدت «المساء» من أرقام إحصاء رسمية حول توافد عدد كبير من السياح العرب خلال سنة 2008 المنصرمة كنزلاء على فنادق آسفي المصنفة، فيما هناك فئة أخرى، وهي الأكبر، تأتي وفق برنامج معد سلفا، حيث تضع وسيطات دعارة رهن إشارة السياح العرب فيلات فاخرة وشققا مفروشة وفتيات من كل الأعمار والأشكال طيلة فترة إقامتهم. واستنادا إلى إحصائيات رسمية، صادرة عن وزارة السياحة، فقد زار آسفي ونزل بفنادقها المصنفة سنة 2008 ما يقارب 100 سعودي و70 جزائريا و45 تونسيا و42 مصريا و32 ليبيا و27 سوريا، دون احتساب العدد الكبير للسياح العرب الذين يقيمون بآسفي في شقق مفروشة وفيلات فاخرة ولا يملؤون بيانات الاستعلامات العامة التابعة للأمن الوطني. وحسب ما توصلت إليه «المساء»، فإن حركية غير عادية تعرفها بعض صالونات الحلاقة، حيث يجتمع وسطاء ووسيطات الدعارة للإعداد لمجيء السياح الخليجيين، كما أن أبواب ثانويات آسفي تبقى «سوق الجسد» المفضل عند هؤلاء، وأن ذات السياح أصبحوا يشجعون معارفهم على المجيء إلى آسفي، نظرا لعدد من الأسباب الأمنية بالخصوص التي تجعل هذا النوع من السياحة الجنسية في بدايته، من جهة، ونظرا لقلة التكلفة التي يتطلبها كراء شقة أو فيلا وعدم غلاء تعويضات وسيطات الدعارة والعاهرات بالمقارنة مع مدن مراكش وأكادير. إلى ذلك، أكدت صاحبة صالون حلاقة بآسفي، فضلت عدم الكشف عن اسمها، عن وجود هذا النوع من السياحة الجنسية، وأن الفضل في ذلك يعود إلى الاتصالات التي تقوم بها فتيات ووسيطات دعارة عبر الإنترنيت، وأن ليالي حمراء تنظم في فيلات على شرف هؤلاء بمشاركة فتيات قاصرات، مشيرة في الآن نفسه إلى أن هناك ارتفاعا كبيرا في نسبة الزواج بين شابات من آسفي وسياح عرب يحملون جنسيات خليجية.