قرر المجلس الوطني للحزب الاشتراكي، المنعقد نهاية الأسبوع الماضي بالرباط، المصادقة بالإجماع على قرار الاندماج في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في إطار الخطوات التي يتخذها الحزب من أجل أجرأة مسار الوحدة الاندماجية داخل الاتحاد الاشتراكي إلى جانب الحزب العمالي، الذي سبق أن أعلن عنه خلال ندوة صحفية بمقر حزب الوردة بالرباط. المجلس الذي انعقد تحت شعار «وحدة العائلة الاتحادية مقدمة نحو وحدة اليسار» عرف حضور كافة أعضاء قيادة الحزب إلى جانب أغلبية أعضاء المجلس الوطني، حيث حظي قرار الاندماج في حزب الاتحاد الاشتراكي بالمصادقة بالإجماع، مع تفويض صلاحيات متابعة تدبير الإجراءات العملية والقانونية لهذا الاندماج إلى المكتب السياسي برئاسة الأمين العام للحزب، إلى حين انعقاد المؤتمر الوطني المقرر يوم الأحد 30 يونيو 2013. وفي كلمته الافتتاحية، أكد الأمين العام للحزب، عبد المجيد بوزوبع، أن مسيرة الحزب الاشتراكي ظلت عصية على الترويض بفضل استماتة وقناعة مناضلاته ومناضليه وانحيازهم لقضايا وهموم الطبقات الشعبية، «وفي طليعتها الطبقة العاملة وعموم الجماهير الكادحة، وظلوا أوفياء للدفاع عن كل القضايا الوطنية وفي مقدمتها، قضية الوحدة الترابية، التي كانت ولا تزال في قلب مشروع اهتمامات الحزب ونضالاته، وحاضرة باستمرار في كل المرافعات بالمنتديات الوطنية والجهوية والدولية». وتوقف بوزوبع عند المحاولات العديدة التي قام بها الحزب الاشتراكي أو انخرط فيها منذ 2008 من أجل وحدة اليسار، «ولعل أهم هذه المحاولات تنظيمه ندوة وطنية يوم 20 يونيو 2010 بالرباط، بما تحمله دلالة هذا اليوم من تاريخ بلادنا، حول تحالفات أحزاب اليسار، بمشاركة ثمانية أحزاب يسارية من أصل تسعة، حيث كانت الخلاصة العامة التي انتهت إليها أشغال هذه الندوة، تتمثل في حصول قناعة مشتركة لدى كل أحزاب اليسار بضرورة وحدة الصف، مع البحث عن الصيغة أو الصيغ الممكنة لذلك». وختم بوزوبع حديثه بالتأكيد على أن المطلوب من الحزب الاشتراكي اليوم أن «يضع المسألة الاجتماعية والديمقراطية كهدف وغاية في صلب مشروعه الاجتماعي الحالي والمستقبلي، وأن ينخرط في مسلسل وحدة اليسار بدءا بالعائلة الاتحادية، والصف الوطني الديمقراطي عموما كخيار استراتيجي، وأن ينكب بجرأة ومسؤولية على الإسهام الفعلي في تجميع الشتات وتوحيد الصف والإنهاء مع الصراعات الجانبية وغير المجدية، لتقوية الذات الحزبية والمساهمة في مشروع بناء الجبهة الاجتماعية بقيادة الحزب الاشتراكي الكبير».