بعد الندوة الصحفية التاريخية التي أعلن فيها كل من ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وعبد الكريم بنعتيق الأمين العام للحزب العمالي، وعبد المجيد بوزوبع الأمين العام للحزب الاشتراكي عن المسار الاندماجي لهذه الأحزاب المنبثقة من رحم الحركة الاتحادية، التأمت المكاتب السياسية لهذه الأحزاب الثلاثة في جلسة عمل يوم أمس بالمقر المركزي للحزب بحي الرياضبالرباط، كخطوة ثانية في اتجاه تيسير عملية الاندماج. خلال هذا اللقاء، وصف القادة الثلاثة للحركة الاتحادية مبادرة الاندماج داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بالمبادرة النبيلة والسامية وذات البعد الاستراتيجي في المستقبل، وعلى انها تأتي استجابة لحلم راود القواعد الاتحادية في كل مناطق المغرب منذ زمن بعيد.وأجمعوا على أن الاندماج بين كل من الحزب العمالي والحزب الاشتراكي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قناعة فكرية وسياسية منطلقة من مشروع وحدة العائلة الاتحادية في اتجاه لم شمل كل مكونات اليسار المغربي، ليستعيد مكانته النضالية في الساحة والميدان، ولمواجهة كل قوى الجمود والمحافظة والتقليد، وذلك في إطار حزب اشتراكي كبير. وأعلن ادريس لشكر أنه تيسيرا لعملية الاندماج، فقد تم الاتفاق على تكوين سكرتارية تتكون من عبد الكريم بنعتيق وعبد المجيد بوزوبع والحبيب المالكي وفي هذاالسياق، وأوضح لشكر أن مبادرة لم شمل الحركة الاتحادية جاءت كاستجابة لحاجة لدى القواعد الاتحادية، وأجرأة لقرار سياسي نوقش داخل اللجنة السياسية والمؤسساتية داخل المؤتمر الوطني التاسع، كما أن الاصرار لدى قادة الحركة الاتحادية على ترجمة هذه الحاجة الى واقع ملموس وميداني، هو ما استدعى ذلك. وذكر لشكر أن من خلال اللقاءات الأخيرة التي قام بها عبر زيارات له لجهات التنظيم الحزبي ب فاس، تازة ووجدة ، فقد وجد من لدى القادة الجهويين بهذه المناطق الترحيب والدعم والمساندة لهذه المبادرة الاندماجية التي ستقوي الحركة الاتحادية، بل الأكثر من ذلك هناك منهم من شرع في اقتراح الكيفية التي تسهل عملية الاندماج على الصعيد المحلي والجهوي. وبخصوص الإشاعات والأكاذيب والمغالطات التي يحلو للبعض ترويجها ضدا على هذه المبادرة الاندماجية، قال لشكر «إن القرارات المستقبلية لكل من الحزبين العمالي والاشتراكي هي خير جواب على كل هذه الترهات الني تسعى لكي تبقى الحركة الاتحادية مشتتة.» ومن جانبه قال عبد الكريم بنعتيق إن الفضل الكبير في هذه المبادرة، وللحقيقة والتاريخ، يرجع لإدريس لشكر ككاتب أول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي تعامل مع المشروع بروح من المسؤولية العالية، والوعي الكامل في مستوى اللحظة التاريخية التي أقدمنا عليها خلال اللقاءات الماراطونية بعيدا عن الإعلام وكل الأضواء. واعتبر بنعتيق أن لحظة اجتماع المكاتب السياسية اليوم، لحظة تاريخية بامتياز، تعبر عن أن الأحزاب قد دخلت الى مرحلة الآليات وليس القرار السياسي، خاصة ان حزبه العمالي قد اتخذ قراره بالإجماع في ما يتعلق بمبادرة الاندماج داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، معلنا أن الحزب العمالي سيحل نفسه خلال المؤتمر القادم في شهر يوليوز القادم. ودعا بعتيق بالمناسبة الى تكريس ثقافة التعايش لتيسير عملية الاندماج وتسهيلها تقنيا في الوقت الذي يتمتع كل المناضلين المنتسبين للحركة الاتحادية أو الذين ينتسبون لباقي مكونات اليسار بالاندماج كقناعة سياسية لا رجعة فيها رغم كيد الكائدين ومناورات الحاقدين. من جهته أعلن عبد المجيد بوزوبع أن الحزب الاشتراكي لديه قناعة راسخة من أجل المضي قدما في تيسير عملية الاندماج داخل الاتحاد الاشتراكي لقوات الشعبية، كاشفا في نفس اللقاء أمام أعضاء المكاتب السياسية للأحزاب الثلاثة، أن المجلس الوطني للحزب الاشتراكي سيجتمع في 16 يونيو الجاري والمؤتمر الوطني للحزب كذلك من المنتظر أن ينعقد في 30 يونيو2013 في اتجاه الاندماج داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، موضحا في نفس الصدد أن المكتب السياسي قد ناقش الموضوع بإسهاب كبير وبوعي ومسؤولية لمدة أربع ساعات وسيصدر بيانا في الموضوع سيتم نشره على صفحات جريدة «الاتحاد الاشتراكي». وأكد بوزوبع أنه تلقى أصداء ومكالمات هاتفية إيجابية من اتحاديين واتحاديات الذين كانوا في وضعية استراحة محارب، يباركون هذه الخطوة التاريخية وأكدوا أنهم سيعززون الصفوف من حديد داخل الحركة الاتحادية. وفي ختام اللقاء أعطى الكاتب الأول للحزب الكلمة لقيدوم الحركة الاتحادية وعضو جيش التحرير بنحمو الكاملي الذي ألقى كلمة ختامية لهذا اللقاء التاريخي للقيادات الحزبية للحركة الاتحادية، حيث تحدث عن تاريخ ومسار الحركة الاتحادية ونضالاتها في مختلف المراحل التاريخية، والأدوار التاريخية والطلائعية التي لعبتها رموز الحركة الاتحادية في الدفاع عن الوطن واستقلاله والبناء الديمقراطي. وقال بنحمو كأحد أعضاء جيش التحرير وقيدوم الحركة الاتحادية، والدموع تغالبه، متأثرا باللحظة التاريخية « إنه مستعد لأن يدافع عن وحدة الحركة الاتحادية ولو كلفه ذلك الإعدام الذي حوكم به أكثر من أربع مرات في سنوات النضال السابقة. «