شكلت حمية الطبيب الفرنسي بيير دوكان ثورة كبيرة في عالم الغذاء، بل وأحدثت ضجة نظرا لتهافت المشاهير عليها، وهي حمية وُلدت في فرنسا بلد الجمال والأناقة، و لا عجب في أن يكثر الإقبال عليها بالنظر إلى رشاقة الفرنسيات وجمال قوامهن، بالرغم من مغريات النظام الغذائي العصري. جاءت فكرة الحمية عندما طلب صديق بدين من دوكان، مازحا، رجيما يساعده على فقدان الوزن دون حرمانه من أكل اللحم، وهو ما توصل إليه بعد عدة أبحاث، ليخترع حمية تُفقد عشاق اللحوم كيلوغراماتهم الزائدة دون حرمانهم منها ! ثم اكتسبت شهرتها الكبيرة بعد تصريح كارول ميدلتون أنها من متبعاتها، وهو ما رفع مبيعات كتب دوكان وجعل منه نجما عالميا، ليأتي بعد ذلك تصريح جينيفير لوبيز والعديد من المشاهير، فتصل أصداؤها إلى جميع بلدان العالم. وهذه الحمية تتألف من أربع مراحل معقدة تقوم على تناول كميات كبيرة من اللحوم والأسماك، وبالتالي جلب بروتينات تفوق الكمية المنصوح بها بكثير، مما يعني تراكم السموم داخل الجسم وظهور عدة أمراض خطيرة. وتُلزم متبعيها بالاستغناء عن الكربوهيدرات المعقدة أو استهلاكها بكمية جد منخفضة، مما يعطي شعورا بالتعب والتوتر وفقدان الطاقة. كما تفتقر هذه الحمية للألياف، الشيء الذي ينتج عنه اضطرابات على مستوى الجهاز الهضمي وأمراض كثيرة، ناهيك عن قلة العناصر الغذائية الضرورية الموجودة في الخضروات والفاكهة وكثرة الملح والكالسيوم، وهو ما يضر الكلي وينتج عنه خطر تكون حصى الكلي وتركيب أقل لفيتامين D المرتبط بمرض هشاشة العظام. والمؤسف أن مجموعة من الدوكانيين (متبعي الحمية) صاروا أكثر بدانة بعد التوقف عنها وظهرت عليهم بعض الأمراض المرتبطة بسوء التغذية، وهو ما يجعلها لا تختلف عن نظيراتها القاسية إن لم نقل أشد خطورة. نصيحتنا الكل يعلم جيدا كيف يمكنه أن ينحف، فما عليك إلا أن تقلل الطعام وتكثر الحركة بدل تصديق وصفات وكتب الحمية السحرية التي بدلا من أن تنحفك تزيدك بدانة!
إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية