ضبطت عناصر الشرطة القضائية التابعة للأمن الولائي بالقنيطرة، عشية أول أمس، موظفا بالسجن المركزي متلبسا بتلقي رشوة من أسرة معتقل بالسجن نفسه. وجاء اعتقال «م. ه»، وهو رئيس حي من الطبقة الثانية، بعدما نصبت له عناصر الأمن كمينا بتعليمات من النيابة العامة، التي تلقت في وقت سابق شكاية من أب السجين «ط. أ»، المحكوم عليه ب17 سنة سجنا عام 2007 في قضية تتعلق بالضرب والجرح المفضي إلى الموت، تفيد بتعرض عائلة هذا الأخير للابتزاز من طرف الموظف المذكور. ووفق معطيات مؤكدة، فإن الشرطة أوقفت رئيس الحي بمنطقة أولاد أوجيه، وبالضبط قرب مبنى الملحقة الإدارية الخامسة، حيث كان الموظف على موعد مع أب السجين، صاحب رقم الاعتقال 28025، قصد تسلم مبلغ مالي قدره 3500 درهم، مقابل تعهده بالاهتمام بالابن المعتقل بالسجن المركزي وتلبية حاجياته وتمكينه من بعض الامتيازات التي يحظى بها عدد من السجناء داخل هذا السجن. وبأمر من الوكيل العام للملك لدى استئنافية القنيطرة، اقتيد الموظف الموقوف، الذي سبق له أن عمل بكل من وجدة وطنجة، إلى مقر المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، وأُخضع لتدابير الحراسة النظرية، حيث انطلقت التحقيقات معه بشأن الأفعال المنسوبة إليه، واستنطاقه حول ما إذا كان هناك متورطون آخرون معه في الملف ذاته. وأصيب موظفو السجن المركزي بذهول كبير بعد شيوع خبر اعتقال زميلهم، الذي لا يفصله عن سن التقاعد إلا سنوات معدودة، متلبسا بتلقي رشوة، خاصة وأن حارس الحي الموقوف، والذي مر على التحاقه بسجن القنيطرة أكثر من 10 سنوات، معروف بخصاله الحميدة ومعاملته الحسنة ودماثة أخلاقه، ولم يصدق أغلبهم الخبر في أول وهلة، حيث حاول بعضهم الاتصال به هاتفيا للاطمئنان عليه، قبل أن يكتشفوا صحة تعرضه للاعتقال.