أكد محمد أضرضور، مدير أكاديمية الرباط، أن المشاركة في عملية الاعتكاف تفرض الخضوع لعملية انتقاء صارمة تركز على عدد من الشروط من بينها النزاهة والكفاءة، وتحمل المسؤولية والأمانة، بحكم أن المعتكفين يسهرون على «امتحانات ذات حساسية وطنية لا تقبل أي مجال للعبث». وأضاف اضرضور أنه يتم اختبار كفاءة المعتكفين ومعظمهم من موظفي الأكاديمية كما يتم استقدام بعضهم من النيابات. يمر المعتكف بعدد من المحطات، حيث تتم الاستعانة بشهادة زملاء المرشحين، ورؤسائهم المباشرين في العمل، وتجاربهم السابقة ضمانا لسلامة عملية الامتحان التي لها علاقة بأمن المجتمع، وسمعة الباكلوريا المغربية، وشدد على أن أي شخص مشكوك في سلامته الجسدية والنفسية، يقصى من المشاركة في هذه العملية، قبل أن يشير إلى أنه يمكن استثمار التكنولوجيا الحديثة لخلق بديل لهذا النظام من خلال شبكة معلوماتية مؤمنة. وشدد أضرضور على أن القيام بهذه المهمة يتضمن تضحية كبيرة تتطلب التنازل المؤقت عن حرية الشخص، وقضائه مدة طويلة معزولا عن العالم الخارجي وبعيدا عن أسرته، حيث إن الاعتكاف يدوم في البداية 20 يوما، ثم تضاف إليها 10 أو 15 يوما من أجل إعداد الدورة الاستدراكية، وقال إن مصالح الأكاديمية تتكفل بطمأنة الأسر، حيث يكون هاتف مدير الأكاديمية متاحا لأسر المعتكفين، كما يتم التدخل في بعض الحالات الإنسانية في حالة وقوع مكروه تقديرا للمجهود الذي يبذله المعتكفون. وأكد مدير الأكاديمية أن الاعتكاف يتم في بناية تتوفر فيها شروط الإقامة والاشتغال، كما أن التغذية يتم توفيرها من خلال طاقم مصاحب، على أن تسليم الغذاء يتم تحت حراسة مشددة من طرف عناصر الحراسة الخاصة، وأحيانا رجال الأمن ومدير الأكاديمية. وبرر أضرضور هذه الإجراءات بكون أي تسريب قد يهدد بإفشال عملية الامتحانات برمتها، وأضاف أن المعتكفين لا ينحصر دورهم في نسخ الامتحانات وفرزها حسب كل شعبة ومادة، بل يقومون أيضا بتلقي الإجابات بعد نهاية الامتحانات ويقومون بوضع قن سري عليها تمهيدا لعملية التصحيح، التي يشارك فيها حوالي 3000 مصحح، ثم تعود الإجابات مع التصحيح ليتم رفع القن السري، وهذه العملية كلها تتم في 10 أيام ما يجعل بعض المعتكفين لا ينامون سوى أربع ساعات في اليوم. وكشف مدير الأكاديمية الجهوية للتربية بالرباط أن أوراق الامتحان وبعد تسليمها من المركز الوطني للامتحان، توضع في خزانة حديدية من الحجم الكبير مزودة برقم سري، وتعتبر عهدة شخصية يتحمل مسؤوليتها إلى حين تسليمها في أظرفة مغلقة إلى مقر الاعتكاف من أجل الشروع في نسخها. وشدد اضرضور على أن نجاح عملية الامتحانات يتطلب أيضا التنسيق والتعاون مع السلطات المحلية والمنتخبة التي تعمل على توفير بعض الوسائل اللوجيستيكية اللازمة لضمان مرور الامتحانات في أجواء طبيعية. * محمد اضرضور مدير أكاديمية الرباط