خرجت عائلات السجناء المغاربة المعتقلين في السجون العراقية، مساء أول أمس، إلى ساحة «العدالة» في تطوان، في وقفة احتجاجية حاشدة، و تحسيسية لما وصفوه ب»معاناة أبنائهم وذويهم في سجون بلاد الرافدين»، أمام عجز الحكومة المغربية في إعادتهم إلى بلدهم. وشارك في الوقفة، التي نُظِّمت بتنسيق مع فرع تطوان للجنة المُشترَكة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، سجناء سابقون في معتقل «غوانتانامو» الأمريكي، إذ كشف محمد مزوز، الذي تم ترحيله من المعتقل المذكور إلى المغرب قبل أن يُفرَج عنه سنة 2005، أنّ «وزارة الخارجية المغربية دأبت حينها على زيارتهم في المعتقل السري»، حيث «كانت تعدهم باستمرار بإرجاعهم إلى المغرب، وهو ما تم بالفعل»، طالبا في كلمته أمام المشاركين في الوقفة بإعادة المعتقلين المغاربة في العراق. من جهته، تلا أخ المعتقل محمد إعلوشن، المحكوم بالإعدام من طرف القضاء العراقي، بيانا في الوقفة الاحتجاجية، أشار فيه إلى أنهم «يطرقون الأبواب علهم يتوصلون إلى حلّ لأخيهم الذي يوجد في سجون العراق، منتقلا من مدينة إلى أخرى»، مضيفا أن أخاه لم ير النور ولا الراحة النفسية، كما تعرّض للتعذيب والسجن الانفرادي، «ناهيك عن المعاملة السيئة الطائفية»، وفق أخ المعتقل. وكشف شقيق إعلوشن، في كلمته، أنّ الاتصالات الهاتفية بأخيه تعدّ على رؤوس الأصابع، إذ كانت آخر مكالمة لهم معه في الأسبوع الماضي، والتي لم تتجاوز دقائق معدودة.. وتابع المتحدّث قائلا إنّ أخاه كشف لهم في المكالمة تعرُّضه لشتم كثير دون وجه حق، متسائلا عن دور الحكومة المغربية في هذا الملف.. وحمّل إعلوشن، في بيانه، مسؤولية ما يحدُث له ولجميع المعتقلين والمفقودين في السجون العراقية، من تعذيب وتنكيل، للحكومة المغربية. ونالت الحكومة حظا وافرا من شعارات السلفيين وعائلات المعتقلين والمفقودين المغاربة في السجون العراقية، كما تم رفع شعارات ضد وزير الخارجية المغربية، من قبيل «المواطن يعاني يا سعد الدين العثماني»، وأخرى قوية مناهضة للولايات المتحدة الأمريكي، فيما تناول الشيخ عمر الحدوشي كلمة خلال الوقفة، مندّدا بما وصفه ب»التسلط العربي ضد المعتقلين». كما تم خلال الوقفة رفع صور هؤلاء المعتقلين المغاربة وصورة لشاب تطواني يدعى ياسين أطنجي، يوجد رهن الاعتقال في الأراضي السعودية، منذ توجهه لأداء مناسك العمرة، أشهر، غادر التراب الوطني في اتجاه السعودية بجواز سفر قانوني وتأشيرة الدخول إلى الأراضي السعودية، لكنّ أخباره انقطعت عن عائلته، قبل أن يتوصلوا بمكالمة هاتفية من طرفه يُشعر فيها زوجته (الحامل) بأنه معتقَل في السجن العام في مدينة أبها، جنوب السعودية، دون أن يعرف التهم الموجَّهة له، ولا أسباب اعتقاله.. وكانت السلطات العراقية قد نفذتْ حكم الإعدام في حق المغربي بدر عاشوري، الملقب ب»أبو محمد العظاوي»، يوم 27 أكتوبر من السنة الماضية، بعد إدانته -رفقة 8 مغاربة آخرين- وفق مقتضيات المادة الرابعة من قانون الإرهاب العراقي، أو المادة 194 من قانون العقوبات. كما أعلنت حكومة العراق حينها عزمها على تنفيذ الإعدام في حق محمد إعلوشن، بعدما صادق الرئيس العراقي على الحكم بتهمة «ارتكاب عمليات إرهابية في حق مدنيين عراقيين وقوات الجيش الأمريكي». وقررت تنسيقية «عائلات المعتقلين والمفقودين المغاربة في العراق» تنظيم هذه الوقفة في تطوان من أجل الضغط على الحكومة المغربية لدفعها إلى التدخل من أجل إنقاذ محمد إعلوشن وبقية المغاربة المحكومين بالإعدام من طرف السلطات العراقية، في سياق دعم خطوات الدفاع عن المغاربة المعتقلين في السجون العراقية الذين يواجهون أحكاما بالإعدام.