مع اختتام الموسم الكروي بدأت تظهر ملامح الأزمة المالية لمجموعة من فرق البطولة «الاحترافية» لكرة القدم، فعدد من الفرق مازالت الديون عالقة في ذمتها، أو مازالت لم تسدد صفقات التعاقد مع عدد من لاعبيها. لا يقتصر الأمر على فريق أو فريقين، بل إنه يطال مجموعة من الفرق، مما يطرح علامات استفهام كبيرة، بل ويهدد مستقبل هذه الفرق ويجعله محفوفا بالخطر. الرجاء الذي توج بلقب البطولة، مازالت في ذمته الكثير من الديون المستحقة، وغريمه التقليدي الوداد هو الآخر مطالب بتسديد الديون، وفرق أخرى ينطبق عليها الأمر نفسه. وإذا كانت جامعة كرة القدم، أنشأت لجنة لمراقبة مالية الأندية وطرق صرفها، من أجل دق ناقوس الخطر، حتى لا تتجاوز المصاريف مداخيل الفرق، ولا تعيش بالتالي أزمات مالية، إلا أن الملاحظ أن هذه اللجنة لا تقوم بعملها بالشكل المطلوب، وأن الجامعة تكتفي بمسايرة الفرق، وعدم اتخاذ قرارات حاسمة. إن المال بات اليوم هو عصب كرة القدم، ليس في المغرب فقط، ولكن في جميع فرق العالم، لكن المال دون تخطيط يأخذ بعين الاعتبار وضعية الفرق المالية، ودون برامج واقعية وليست على الورق قد يؤدي إلى الإفلاس والخراب. في ألمانيا كاد فريق بروسيا دورتموند الذي بلغ هذه السنة نهائي عصبة الأبطال الأوربية أن يتحول في سنة 2005 إلى أثر بعد عين، بعد أزمة مالية خانقة، إذ ظل الفريق ينتدب اللاعبين ويحصل على الديون دون أن يضع في عين الاعتبار أن ما يقوم به أكبر من طاقته، فكاد أن يحصل الانفجار، لولا دخول عدة أطراف على الخط، ضمنها جمهور بروسيا دورتموند، مما سمح للفريق بالبقاء على قيد الحياة، بل وعاد أكثر قوة بعد أن غير استراتيجيته كليا ووضع ملامحها في تناغم تام مع إمكانياته الذاتية. اليوم، يبدو أن عددا من الفرق المغربية تسير في الاتجاه الخطأ، فالمصاريف المالية تفوق حجم إمكانياتها، وهناك تسابق على الانتدابات، بل إن بعض المسؤولين أصبحت الانتدابات أشبه ب»الهوس» بالنسبة لهم، وينتدبون فقط من أجل الانتداب. إن ما يحدث في العديد من الفرق بات يدق ناقوس الخطر، ويهدد البطولة «الاحترافية»، ويضع مستقبلها في كف عفريت، لذلك، ليس عيبا أن يتم منع الفرق التي لم تسدد المستحقات المالية العالقة بذمتها من انتداب أي لاعب، فبالصرامة يمكن أن تمضي الأمور في الاتجاه الصحيح، علما أنه مع جامعة بدون شرعية يبدو الأمر غير ممكن.