تعيش مجموعة من الفرق المغربية لكرة القدم على وقع أزمات مالية، ولذلك، لم يعد مفاجئا أن نسمع أخبارا عن تلويح بعض اللاعبين بوقفات احتجاجية، أو دخولهم في إضراب للمطالبة بمستحقاتهم المالية العالقة في ذمة الفرق التي يلعبون لها. وإذا كان من حق اللاعبين أن يطالبوا بمستحقاتهم المالية، بما أن هناك عقودا احترافية تربطهم بالفرق التي يلعبون لها، إلا أن تفاقم الأزمات المالية للفرق، يدفع إلى طرح الكثير من الأسئلة حول الوضعية المالية للفرق، وحول الطريقة التي يتم بها تسييرها. اليوم، هناك الكثير من الرؤساء الذين أصبحت الفرق مرتبطة بهم، بل إنهم يحاولون أن يضعوا في يقين المتتبع أنهم إذا غادروا الفرق التي يترأسونها فإنها ستنهار. وهذا في جانب منه أمر صحيح، لأن هؤلاء الرؤساء قتلوا الخلف، وحولوا الفرق إلى ضيعات تابعة لهم، وهمشوا أو دفعوا كثيرين ممن لهم طموح تولي الرئاسة إلى المغادرة، وجاؤوا في المقابل بحفنة من المنخرطين، ممن يحسنون فقط قول نعم، ورفع الأيادي بالتصفيق، والتهليل للسيد الرئيس، دون أن تكون لهم القدرة على دق ناقوس الخطر أو التنبيه لمكامن الخلل وما أكثرها، وهم في نهاية الأمر شركاء في سوء التدبير. لذلك، ليس مفاجئا اليوم في زمن الحديث عن الاحتراف، أن أزمات الفرق المالية أصبحت تتوالى، وأن المشاكل أصبحت بدون نقطة نهاية. أغلب رؤساء الفرق، يراهنون على انتداب أكبر عدد من اللاعبين، والحجة إرضاء الجمهور، والاستماع إلى صوته والتفاعل معه، بل إن هناك فرقا أصبحت تنتدب من أجل الانتداب، لتجد هذه الفرق نفسها في آخر المطاف تعاني ولاعبوها سواء الذين يلعبون أو لا يلعبون يطالبون بمستحقاتهم المالية ويجدونها مشجبا يعلقون عليه النتائج السلبية لفرقهم. لم نسمع قبل بداية الموسم، أن مسؤولا في أحد الفرق خرج للإعلام ليقول إن فريقه سينتدب لاعبين أو ثلاثة فقط، وأنه يراهن فقط على مدرسته ولاعبيه، وأن طموحه احتلال مركز معين. لدينا، نحن الجميع يراهن على البطولة، ومن لا يراهن على اللقب، يراهن على لعب أدوار طلائعية، ما هي هذه الأدوار الطلائعية وبأي آليات، وكيف ستتحقق، ذلك في علم الغيب، وفي النهاية نجد أن سوق اللاعبين هو نفسه، وكم من لاعب لم ينل فرصته في فريقه الأم، وغادره، وفي النهاية ستجد أن فريقه يبذل الغالي والنفيس من أجل التعاقد معه. إذا كانت عدد من الفرق المغربية تعيش أزمات مالية وتسييرية، فإن المسؤول عن ذلك هم المسيرون، فهم أسباب الأزمات، وهم الذين لديهم الحلول، أما إذا خرج مسير ليقول إنه يصرف على الفريق من ماله الخاص، فرجاء لا تصدقوه، فليس هناك بين مسيري الفرق المغربية من يمكن أن يمنح ماله لفريقه، وحتى إذا حصل وأقرض الفريق فثقوا أنه سيحصل على أضعافه. فلاتصدقوهم.