احتج ما يقارب 2500 من مشجعي الوداد الرياضي لكرة القدم أمس الأحد أمام ملعب الفريق ببنجلون، رافعين شعار «إرحل» ومطالبين بتغيير الأوضاع في الفريق. ليست هذه المرة الأولى التي يحتج فيها جمهور الوداد، ويرفع شعار «إرحل» في وجه الرئيس ومكتبه المسير، ولن تكون الأخيرة، خصوصا أن وضعية الفريق ما تزال متذبذبة، كما أنه خرج عمليا من سباق اللقب على البطولة، لكن وضعية الوداد وغيره من الفرق تفرض على مسؤولي الفرق المغربية إعادة النظر في الكثير من الأمور، وفي طريقة التسيير وفي الخيارات وفي خطط العمل. في الوداد، حينما جاء عبد الإله أكرم وتولى رئاسة الفريق، راهن الرجل على انتداب أبرز اللاعبين، وكلما نادى الجمهور بلاعب إلا وتسابق من أجل ضمه إلى الوداد، بل إن الفريق «الأحمر» يعد من بين أكثر الفرق المغربية انتدابا للاعبين، كان الرهان هو الاستجابة لتطلعات الجمهور ورغباته، حتى لا تبقى لديه حجة على المسيرين، لكن التسيير ليس هو الاستجابة لمطالب الجمهور، ولكنه أيضا مراعاة لإمكانيات الفريق المادية، وعدم السير بسرعة لا يقدر عليها، أو لا يملك توازناتها. صحيح أن الوداد نجح في الفوز بلقب للبطولة وبلغ نهائي عصبة الأبطال الإفريقية ونهائي عصبة الأبطال العربية، لكن تكلفة الانتدابات كانت باهظة جدا، وجعلت الفريق يعيش على وقع الأزمة، خصوصا أن نسبة كبيرة من هذه الانتدابات كانت فاشلة، وكبدت الفريق خسائر مادية جسيمة. لم يراهن أكرم على انتداب اللاعبين فقط، ولكنه راهن أيضا على انتداب عدد كبير من المدربين، دون أن يعطي ذلك النتيجة المرجوة، خصوصا أنه لا يمكن لأي فريق أن ينجح دون استقرار تقني. لقد ارتكبت أخطاء قاتلة في الوداد، فبعض أعضاء المكتب المسير وجودهم مثل عدمه، كما أن انتداب عدد كبير من اللاعبين مع ما يكلفه ذلك ماليا ليس خيارا سليما، خصوصا أن الوداد لديه لاعبون شباب يلعبون معارين في فرق أخرى، وآخرون فرط فيهم دون أن يبذل أي مجهود لإبقائهم كما هو حال الحارس ياسين بونو الذي انتقل إلى رديف أتلتيكو مدريد، ويوسف الترابي المنتقل لأولمبيك آسفي والذي أصبح مدافعا له ثقله في البطولة. إن العلاج الحقيقي يبدأ بالتشخيص السليم، والوداد في حاجة إلى علاج بالصدمة.