يعيش الوداد الرياضي لكرة القدم «اختناقا ماليا»، فأجور اللاعبين والطاقم التقني والمستخدمين مازالت «معتقلة» تنتظر التوقيع عليها من طرف مسؤولي الفريق. يحدث هذا والموسم الكروي لم ينطلق بعد، وفي وقت يخوض فيه الفريق منافسات كأس «الكاف»، حيث يراهن على الظفر بلقب هذه المسابقة، ليبقي على هذه الكأس التي حصل عليها الفتح الرباطي والمغرب الفاسي في الموسمين الماضيين مغربية. ليست هذه المرة الأولى التي يجد فيها لاعبو ومدرب ومستخدمو الوداد أنفسهم بدون مستحقات مادية، لقد حصل هذا الأمر عدة مرات، بل إن اللاعبين «انتفضوا» في الموسم الماضي، وقرروا الإضراب عن خوض التداريب، إلى حين تسوية أمورهم المالية. كما أن هذا «التأخر» في صرف المستحقات لن يكون الأخير في الوداد، مادام أن الطريقة التي يسير بها الفريق لا تعكس الوجه «الاحترافي» الذي يريد مسؤولوه أن يبرزوه. المثير أن المكتب المسير للوداد، ومع انطلاقة كل موسم يسارع إلى انتداب مجموعة كبيرة من اللاعبين، بل إنه أصر في منتصف الموسم الماضي على التعاقد مع المدرب الإسباني بينيتو فلورو مقابل 40 مليون سنتيم شهريا، علما أن ميزانية الفريق أصبحت تلامس سقف 8 ملايير سنتيم. والسؤال، إذا كان المكتب المسير للوداد عاجز عن تسديد رواتب المدربين والمستخدمين واللاعبين في وقتها المحدد، بل ويصل التأخير إلى ثلاثة أشهر، فلماذا يصر الفريق على «تضخيم» مصاريفه المالية، إما عن طريق انتدابات غير مدروسة أو من خلال التعاقد مع مدرب هو الأغلى في البطولة الوطنية؟ و ألا يضع الفريق قبل انطلاقة كل موسم ميزانيته المتوقعة، التي يحدد على ضوئها أهدافه من مشاركاته وحجم انتداباته؟ وألا يدرك المسؤولون أنفسهم أن التأخر في صرف مستحقات اللاعبين يؤثر على عطائهم في الملعب ويجعل ذهنهم مشتتا؟ وبدل أن يركزوا على بذل الجهود فوق أرضية الملعب، فإنهم يصرفونها في المطالبة بمستحقاتهم المالية، مما يكون له أثره السلبي على المردود العام للفريق، ثم إن مدربا أو لاعبا أو مستخدما لا يحصل على حقوقه كاملة لا يمكن محاسبته. للأسف، هذا الأمر أصبح يتكرر في الوداد بشكل مخجل، علما أن الأمر يتعلق بفريق له مداخيله المالية الكبيرة وموارده التي تعفيه من أي حرج، بل إن أفقا كبيرا أمامه، يكفي أن يحرك مسؤولوه عقولهم في الاتجاه الصحيح، وأن يخرجوا من عقلية «الضيعة» و»العائلة» إلى «المقاولة» و سيعرفوا كم أن جلب الموارد المالية عملية سهلة بالنسبة لفريق من هذا الحجم.