ضيفة «مسار» لهذا العدد هي نجاة كعناش، تازية الأصول، تقيم في الديار الأمريكية، جعلت من حبّها وعشقها لفنّ الطبخ طريقا للوصول إلى النجومية وتحقيق الذات كمهاجرة مغربية في الغربة. نالت اعترافَ كبار الطهاة العالميين الذين تتلمذت على أيديهم، كالإسباني فيران أدريا، والأمريكي توماس كيلر٬ والإنجليزي هيستون بلومنتال والدنماركي روني ريدزيبي، المصنف أول عالميا في الوقت الرّاهن. تطمح نجاة كعناش -كعلامة مسجّلة دولية في فن الطبخ- إلى إثبات وجودها ووضع بصمتها في مجال فن الطبخ العالمي، بعدما تلقت تكوينا إلى جانب أمهر الطهاة٬ وعلى أيدي كبارهم، والذين يُشهَد لهم بالكفاءة في الأوساط العالمية، بأفضل عشرة مطاعم في العالم٬ كما جاء ذلك في تصنيف «بيليغرينو»، والذي أعدّته المجلة البريطانية «ريستورنت ماغازين» سنة 2012. وتروي نجاة٬ والتي تلقب ب»رئيسة الطباخين المتجولة»٬ بتواضع وفخر أيضا٬ تجربتها الفريدة في مجال الطبخ، والتي امتدّت لأربع سنوات٬ تميزت بمحطات عدة عبر دول العالم، مما جعلها تتقن فنون الطبخ، بميزاته المُتعدّدة والمختلفة من دولة أوربية إلى أخرى، من خلال عملها إلى جانب كبار نجوم الطهي في العالم٬ قبل أن تستقرّ في نيويورك. ومن أهمّ الطهاة العالميين الذين نهلت من تجربتهم وباعهم الطويل في فنّ الطبخ الإسباني فيران أدريا في مطعم «إل بولي» (برشلونة) والأمريكي توماس كيلر «دو فرانش لوندري» -سان فرانسيسكو٬ و»بير سي» -نيويورك٬ والطباخ الإنجليزي هيستون بلومنتال «دو فات دوك» -لندن، والدنماركي روني ريدزيبي «نوما» -كوبنهاغن٬ وهو الطباخ المُصنَّف أول عالميا في الوقت الرّاهن.. الامر الذي مكّنَ نجاة من إثبات ذاتها والتعبير عن موهبتها الدفينة في فنّ الطبخ. شهادات طهاة عالميين قال ويليام يوسيس٬ رئيس صانعي الحلويات في البيت الأبيض منذ سنة 2006، إنّ لنجاة من المُؤهّلات ما يسمح لها لتكون «رئيسة طباخين من الطراز العالي».. بينما توقعت باولا ولفيرت٬ الحائزة مرتين على جائزة «جيمس بيرد للطبخ» (ما يعادل «أوسكارَين») في الولايات المتحدة٬ لنجاة ب»مستقبل استثنائيّ»٬ فيما نوه فيران أدريا٬ أحد رائدي فنّ الطبخ العالمي، ب»بقدراتها الفنية وإبداعاتها المُتميّزة في مجال الطبخ العالمي». أمّا فيران أدريا٬ صاحب المطعم الأسطوري «إل بولي»٬ الذي سيصبح سنة 2014 مؤسسة خاصّة لفنّ الطبخ٬ فيقول إنّ نجاة كعناش تمثّل روح المغرب من خلال لغة المطبخ». وقد بدأت علاقة فيران بنجاة كعناش حين أطّرها لمدة سنتين في بداياتها في مطعمه الشهير٬ والذي صُنف لأربع سنوات متتالية الأفضلَ في العالم، وهما السنتان اللتان تمكنت خلالهما نجاة -عبر مزج تقنيات الطهي والعلوم- من ابتكار أطباق وتجريب نكهات جديدة٬ بهدف تلبية حاجات الزبناء الرئيسيين لهذا المطعم الشّهير٬ الذي يمتلئ عن آخره منذ بداية الموسم.. أما بالنسبة لبيل يوسيس٬ الذي يعدّ «علامة» في المطبخ الأمريكي الحديث٬ فإنّ نجاة تمثل «التوجه المثالي بالنسبة إلى البرنامج الذي أطلقته سيدة أمريكا الأولى ميتشيل أوباما لمكافحة السّمنة لدى الأطفال».. تازة و«خبز الدّار» في ما يتعلق بمدينتها الأصل، تازة، فلها منها ذكريات كثيرة، على رأسها «خبز الدّار»، الذي قالت عنه وقد عادت بذاكرتها بالعودة إلى الوراء، إنها ما تزال تشتمّ رائحته، وخاصة منه الخبز الطازج المُعَدّ باليد.. وترتبط تازة في ذاكرة نجاة كعناش بأيام العطلة الصّيفية. وقالت كعناش، في حديثها إلى الصحافة المغربية٬ إنها تعلمت من أصولها المتواضعة أن تكتفيّ بالقليل٬ تيمنا بتجربة والدها، الذي كان يعمل في قطاع البناء في مدينة تازة، لينتقل في سن ال15 للعمل في الديار الإسبانية، بهدف البحث عن مورد رزقٍ، وأيضا لتحقيق الذات في بلاد الغربة. «مأدبات عشاء مغلقة» تعمل نجاة كعناش في كل بقاع العالم من خلال «مأدبات عشاء مغلقة»٬ وهي عبارة عن نوادٍ لكبار الذواقين في العالم٬ وهو مفهوم رائج بشكل كبير في الولايات المتحدة٬ وبدأ ينتقل إلى أوربا.