منحت المحكمة السراح المؤقت ل62 معتقل في ملف أحداث ما عرف باسم «الخميس الأسود»، أغلبهم من المتمدرسين والذين ليس لهم لهم سوابق، وقبل أن يتخذ القاضي قراره النهائي في طلبات السراح المؤقت المقدمة من قبل محامي معتقلي الأحداث التي أعقبت مباراة الرجاء والجيش الملكي، اهتزت قاعة المحكمة بالتصفيق من قبل المعتقلين وأسرهم، معتبرين أن الإفراج عن أبنائهم أصبح قريبا، وذلك أسوة بملف القاصرين الذين تمتعوا بالسراح المؤقت قبل أيام قليلة. وعوض البكاء والاحتجاج الذي ميز جميع أطوار الجلسات السابقة، بدأت أمهات المعتقلين يزغرن ويتعانقن، مؤكدات أن أبناءهن سيتمتعون بالسراح المؤقت، وقالت أخت إحدى المعتقلين: «إننا نشعر بفرحة كبيرة، لأن المعتقلين الذين يتابعون دراستهم والذين ليست لهم أي سوابق قضائية سيتم الإفراج عنهم في هذا الملف»، وهو الأمر نفسه الذي أكده أحد المحامين، والذي أكد ل»المساء» أن الأجواء التي ميزت محاكمة المعتقلين يوم أمس الثلاثاء توحي بأن الملف في طريقه إلى الحل، وذلك بتمتيع نسبة كبيرة من المعتقلين بالسراح المؤقت. وقال المحامي ذاته: «إنني تقدمت بطلب السراح المؤقت لفائدة جميع المعتقلين، خاصة بعدما تم اتخاذ قرار منح السراح المؤقت للقاصرين في هذا الملف قبل بضعة أيام، وهذا أمر مهم جدا، لأن العديد من المعتقلين في هذا الملف أبرياء من جميع التهم الموجهة إليهم، والنيابة العامة لم تعترض على طلبات السراح المؤقت». وفي الوقت الذي كان فيه عدد من المحامين يطالبون بالسراح المؤقت كانت بوادر الانشراح بادية على وجوه العديد من المعتقلين الذين تبادلوا التحايا مع عائلاتهم، وقالت والدة أحد المعتقلين على ذمة هذه القضية: «ربما يتم الحسم النهائي في هذا الملف مساء، ونحن فرحون جدا لأنه سيتم اتخاذ قرار بالإفراج عن أبنائنا الأبرياء في هذا الملف». ويذكر أن الجلسة عرفت غياب العديد من المحامين الذين ينوبون عن بعض المعتقلين في إطار المساعدة القضائية، وهو ما جعل القاضي يقرر تأجيل الجلسة إلى الأسبوع القادم، مؤكدا أن لا يد للمحكمة في هذا التأجيل، وإنما مرده إلى أن المحامين الذين ينوبون في إطار المساعدة القضائية لم يحضروا إلى هذه الجلسة، وذلك ما استدعى تأجيلها. وعلى عكس المرات الأخيرة التي كانت فيها العائلات تنتفض ضد مثل هذا القرار، احتفظت تلك العائلات جميعها بهدوئها، وهو ما اعتبره عدد من متتبعي هذا الملف بداية إسدال الستار على ملف أثار الكثير من الجدل خلال الأيام الأخيرة.