نجح النادي القنيطري لكرة القدم في الحفاظ على مكانته بالدوري الاحترافي، بعدما خرج متعادلا، بهدفين لمثله، من المواجهة التي جمعته، عشية أول أمس الأحد، بضيفه النادي المكناسي برسم الجولة الأخيرة من منافسات البطولة «الاحترافية». ورغم السيطرة الميدانية التي فرضها الفريق القنيطري منذ الدقائق الأولى لهذه المباراة، التي حضرها أزيد من 15 ألف متفرج، فإن المكناسيين، الذين أضربوا خلال الحصتين التدريبيتين الأخيرتين احتجاجا على عدم توصلهم بمستحقاتهم، أبانوا عن استماتة كبيرة في الدفاع عن نظافة شباكهم، وحاولوا مباغتة أصحاب الدار بالاعتماد على المرتدات الهجومية التي لم تشكل في أغلب المناسبات أية خطورة على مرمى الحارس بيسطارة. ومن ضربة رأسية مركزة، أفلح المهاجم بلال بيات في تسجيل هدف السبق لفريقه في الدقيقة 27، مستغلا تمريرة جانبية تلقاها من رجل المدافع الرواني إثر تنفيذ هذا الأخير لركنية. ولم يحسن القنيطريون استغلال الفرص الكثيرة التي أتيحت لهم بعد ذلك، نتيجة التسرع وسوء التقدير وانعدام التركيز. ومع انطلاق الجولة الثانية، واصل الفريق المضيف ضغطه على «الكوديم»، المؤازر بالمئات من الأنصار الذين تنقلوا إلى القنيطرة لتشجيع فريقهم، في محاولة منه لمضاعفة الحصة، في حين ضيع البديل «سيرج» فرصة تعديل النتيجة في الدقيقة 68، بعدما تلاعب بالمدافع خربوش، قبل أن يسدد في اتجاه مرمى بيسطارة الذي حال دون استقرار الكرة في شباكه، وهو ما أغضب دكة احتياط المكناسيين التي كانت تضم أيضا أبو خديجة، رئيس الفريق. واشتعلت مدرجات الملعب البلدي أفراحا بعدما أفلح المهاجم توفيق إجروتن في تسجيل الهدف الثاني لفريقه في الدقيقة 71، وشرعت جماهير «حلالة بويز» في الاحتفال مبكرا، وبطريقتها الخاصة، ببقاء النادي القنيطري في قسم الأضواء، إذ تزين فضاء الملعب بالدخان المختلف ألوانه، والمنبعث من الشهب الاصطناعية التي أشعلتها الجماهير في المدرجات. وكادت هذه الاحتفالات أن تتحول إلى أقراح بالنسبة للمحليين، حين أفلح المكناسيون في إدراك التعادل في ظرف وجيز، بواسطة كل من حليوات وبيوض، إذ عاش أنصار «الكاك»على أعصابهم حتى أعلن الحكم رضوان جيد، الذي وزع 12 إنذارا، سبعة منها تلقاها لاعبو النادي القنيطري، عن انتهاء هذه المواجهة الحارقة باقتسام الفريقين المتباريين لنقاطها، وهو ما سمح للفريق المضيف بالبقاء بقسم الأضواء، في حين دفعت هذه النتيجة ممثل العاصمة الإسماعيلية إلى مغادرة الدوري الاحترافي. وعرفت المباراة، التي حظيت بتغطية أمنية كبيرة، تنظيما سيئا، حيث عانى الجمهور، ومعه ممثلو وسائل الإعلام، وحاملو بطائق الانخراط، صعوبات كبيرة في ولوج الملعب البلدي، بسبب حالة التسيب والفوضى التي كانت تسود أبواب الدخول، وهي الأجواء نفسها التي خيمت على المنصة الشرفية، التي عرفت حضور وجوه معروفة باستغلالها للظرفيات والمناسبات. وشوهد الرئيس البوعناني وهو يجبر أحد المنخرطين على ترك كرسيه ومنحه لشقيقه، وهو السلوك الذي أثار حفيظة كل من عاينه. وصب عبد المجيد أبو خديجة، رئيس النادي المكناسي، جام غضبه على مسؤولي العاصمة الإسماعيلية، وقال، في تصريح صحفي، «مكناس ما فيها رجال، عاونونا غير العيالات، المكناسيين ناعسين، كاين غير هاد الجمهور، كون عاونونا الرجال ديال المدينة، مغاديش نوصلو لهاد الحالة، للأسف، المكناسيين ماعندهوم غير على الفرقة ديالهوم، حتى واحد ما باغي يجبد الفلوس من جيبو». وانتقد أبو خديجة المحاولات التي تقودها بعض الجهات لإزاحته من منصبه كرئيس للنادي، وأشار أن إحجام هذه الجهات عن تقديم المساعدات المادية للفريق، لن ترغمه على مغادرة الكوديم، وختم متحديا: «أنا سأستمر مع الفريق، وأنا من سيدبر نفقات تواجده بالقسم الثاني، غادي نعتمد على الإمكانيات ديالي، حينت المدينة ما واقفاش معانا». في المقابل، أبدى المدرب الكرواتي زوران سعادته الكبيرة ببقاء الكاك في قسم الأضواء، موجها الشكر لكل مكونات النادي، وخص بالذكر جمهور حلالة بيوز، الذي قال، إنه يعتبر أحد الدعائم الأساسية للنادي القنيطري. وحول مستقبله مع الفريق، أعرب زوران عن رغبته الشديدة في الاستمرار على رأس الإدارة التقنية للكاك، لكنه استطرد قائلا: «يحدوني طموح جارف لاستكمال هذه المهمة، لكن القرار هو بيد المكتب المسير للنادي».