أضاءت الفنانة اللبنانية نجوى كرم الملقبة ب»شمس الأغنية» الليلة العربية الخامسة من ليالي مهرجان موازين في دورته الثانية عشرة أمام 80 ألف متفرج بفضاء النهضة. وعلى مدى ساعة ونصف، عاشت الجماهير الغفيرة على إيقاع أجمل أغاني الفنانة اللبنانية، التي باعت أكثر من 50 مليون قرص وعرفت كيف تحافظ على نجوميتها على مدى 28 سنة، منذ أن فازت بالميدالية الذهبية في برنامج ليالي لبنان سنة 1985. لم ينزع فرحة نجوى كرم سوى استيائها للحظات من مشكلة الصوت، لتعود من جديد وتحلق بصوتها الجبلي. وأرجع البعض ما عانت منه الفنانة اللبنانية إلى هندسة الصوت والبعض الآخر إلى أن صوتها كان متعبا شيئا ما. وشكل حضور رابطة محبي الفنانة بالمغرب، الذين حملوا لافتات وصورا لها، حافزا قويا للفنانة للتألق ورددوا معها طيلة الحفل أجمل أغانيها مثل «ما في نوم» و«وين» و«أنا ما في» و«مغرومة». فى نهاية الحفل، وبعد نزولها من على المسرح، قامت رابطة معجبي الفنانة اللبنانية بالمغرب بوضع تاج على رأسها أطلقوا عليه «تاج المحبة»، تكريما لها ولمشوارها الفني. وكانت رابطة المعجبين قد خصصت لنجوى كرم استقبالا حاشدا فور وصولها إلى الفندق الذي تقيم فيه، حيث زفتها فرقة «الدقة المراكشية» ورفعوا لافتة كتبوا عليها «نتوجك ملكة لمهرجان موازين». صعود نجوى سبقه ظهور الفنان المغربي عابد البيضاوي، الذي أتحف الحاضرين بأغانيه من قبيل «حالة حب» و«أنا مين». منصة السويسي المخصصة لليالي الأجنبية عاشت جوا أسطوريا في خامس لياليها، حيث حملت فرقة «ذا جاكسونز» التي تحضر المغرب لأول مرة، الجمهور إلى أجواء السبعينيات من القرن الماضي على إيقاع موسيقى السول. جاكي، جيرمين، مارلون وتيتو، أعضاء الفريق، قدموا أروع أغانيهم التي رددها معهم طيلة صعودهم على الخشبة جمهور قدر بعشرات الآلاف من مختلف الأعمار، والتي طبعت مسيرتهم حين شكلوا في أواخر الستينيات وطيلة السبعينيات، إلى جانب شقيقهم الأصغر الراحل «مايكل جاكسون»، فريقا أسطوريا عرف ب»جاكسونز فايف»، قبل أن ينطلق هذا الأخير منفردا ويتربع على قمة عرش البوب قبل رحيله منذ أربع سنوات، وقد كانت صوره تعرض على شاشة كبيرة طيلة أطوار العرض. «ذاجاكسونز» عبروا طيلة الحفل عن حبهم للمغرب وجاء على لسان جيرمين: «نحن سعداء بالتواجد في المغرب وموازين يمثل بالنسبة لنا الكثير.. نحن سعداء بلقاء المعجبين وكذا التعرف على ثقافة جد غنية». منصة سلا احتضنت حفلا مزج أنماطا غنائية متنوعة، حيث حلت الموسيقى الكناوية في شخص سفيرها حميد القصري، الذي أطرب الجمهور الحاضر بموسيقاه الروحية، وقدم الفنان باري وفرقته مزيج الموسيقى الشعبية والروك. وعلى إيقاع الراب المغربي، قدمت فرقة كازا كرو عددا من أغانيها ذات الدلالات الاجتماعية. الموسيقى العالمية بفضاء شالة تمثلت في الموسيقى اليابانية، من خلال الثنائي شاميزيان، وفي فضاء أبي رقراق في الإيقاع الكونغولي، من خلال مجموعة جوبيتر وأوكويس. ولم تخل شوارع الرباط من فرجة مجموعة الفانفار. ويستمر اليوم سادس أيام موازين مع الفنان اللبناني عاصي الحلاني بمنصة النهضة ودافيدا غيتا بمنصة السويسي، في حين تحتضن منصة سلا كلا من دون بيغ وشحتمان وأشكاين.
كواليس
تأثرت نجوى كرم بالاستقبال الحافل الذي خصصه لها معجبوها بالمغرب وبكت تأثرا وقالت: «الاستقبال مبارح ببكي فرح.. عز وتقدير من المعجبين بكل نظام..» لوحظ تخشع نجوى كرم وصلاتها قبل صعودها إلى المسرح وهو طقس دأبت عليه منذ بداياتها الفنية. راجت أنباء على أن الفنانة اللبنانية كانت ستعتذر عن حضور مهرجان موازين لأسباب تتعلق بالوضع الصحي الحرج لوالدها. حمل الجمهور المغربي الحاضر العلم اللبناني إلى جانب العلم المغربي طيلة أطوار حفل نجوى كرم. أرجع البعض مشكلة الصوت التي عانت منها نجوى كرم خلال حفلها إلى هندسة الصوت، فيما أرجعها البعض إلى أن صوتها كان متعبا نتيجة إحيائها لعدد من الحفلات التي سبقت ظهورها بموازين. بدا واضحا في حفل نجوى الحضور الكبير في المنصة الأمامية التي غصت بمحبيها وعشاق صوتها أكثر مما كانت عليه في الأيام الأخرى.