وصف مراقبون حركة التغييرات، التي من المتوقع أن تكون قد طالت سلك الولاة والعمال أمس، بأنها «داخلية» ومحدودة، تهم عددا من الكتاب العامين الذين تمت ترقيتهم وآخرين أحيلوا على التقاعد بعد انتهاء مهامهم، ورفض مسؤولون بوزارة الداخلية التعليق على الحدث، بينما اكتفى مصدر مطلع بالقول إن الحركة الجديدة، التي هي السادسة من نوعها في عهد الملك محمد السادس منذ توليه الحكم عام 1999، تعد إشارة قوية إلى نية الدولة في إنجاح الاستحقاقات الانتخابية الجماعية المقررة في يونيو المقبل، والدفع بالمشروعات التنموية التي يشرف عليها الملك شخصيا في بعض الجهات والأقاليم، خصوصا وأن هؤلاء اكتسبوا خبرات خلال توليهم لمهامهم يمكن أن تكون عونا لهم في مباشرة الإصلاحات التي يريدها الملك. وقالت مصادر مطلعة إن الحركة الجديدة لا تشمل تعيينات جديدة من خارج وزارة الداخلية، مثلما كان عليه الأمر في العملية الواسعة التي أجراها الملك عام 2005، عندما عين العاهل المغربي ولاة وعمالا من خارج الإدارة المركزية والترابية لوزارة الداخلية، بينهم خريجون من مدرسة الطرق والقناطر الباريسية العريقة. ومن المرجح أن يكون القصر الملكي بفاس قد شهد أمس الخميس الإعلان عن حركة التغييرات في صفوف الولاة والعمال. وعلمت «المساء» من مصادر وثيقة الاطلاع أن الوزير الأول عباس الفاسي اقترح ثلاثة أسماء من حزب الاستقلال على وزير الداخلية شكيب بنموسى لتعيينهم على رأس بعض العمالات، هم ميمون بن الطالب، المفتش العام لوزارة التشغيل المعروف بكفاءته، حسب المصادر، ومدير ديوان الوزير الأول حنين، وخليل الداهي رئيس المجلس البلدي لابن سليمان، المنتمي إلى حزب الميزان، لكن اقتصار حركة التغييرات الجديدة على سلك الداخلية جعل مقترحات الفاسي لا تحظى بالقبول. ومن بين الأسماء المرشحة لأن تشملها التغييرات، هناك حسن أوريد، والي جهة مكناس تافيلالت، الذي من المتوقع أن يحل مكانه محمد فوزي العامل على عمالة الدارالبيضاء آنفا، ولم يعرف إن كان أوريد، الذي شغل في بداية عهد محمد السادس منصب الناطق الرسمي باسم القصر الملكي لفترة محدودة، سيعين في منصب جديد. كما يوجد اسم محمد القباج، والي الدارالبيضاء الكبرى، على رأس المرشحين لتغييرهم، إذ سيحل مكانه محمد حلب، والي ولاية طنجة السابق والوالي المدير العام لقطاع الإنعاش الوطني بوزارة الداخلية، أما ولاية أكادير فمن المنتظر أن يعين على رأسها صالح التامك، والي مدينة الداخلة، بينما قد يعين في مكانه حميد شبار، نائب مندوب المغرب الدائم السابق لدى الأممالمتحدة. وبخصوص العمال، من المنتظر أن يترك عامل سلا الحالي محمد صبري مكانه لنبيل خروبي، مدير المركز الجهوي للاستثمار بجهة الرباطسلا-زمور-زعير، على أن يعين صبري واليا على سطات، بينما ينتظر تعيين عبد العزيز دادس، العامل الملحق بوزارة الداخلية المنسق الوطني لمبادرة التنمية البشرية، عاملا على المحمدية.