أكد سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، استعداد المغرب للعودة إلى الاتحاد الإفريقي شريطة أن يصحح الخطأ الذي أسماه الملك الراحل الحسن الثاني «أكبر عملية تزوير في التاريخ المعاصر»، من خلال القبول بجمهورية غير موجودة على الأرض، تتحرك بجوازات سفر دولة أخرى، ولا يعترف بها المجتمع الدولي. وأوضح العثماني، في افتتاح «يوم إفريقيا»، الذي نظمته المؤسسة الدبلوماسية أول أمس السبت في الرباط، بحضور سفراء الدول الإفريقية المعتمدين في الرباط، أن «المغرب يريد العودة إلى الاتحاد الإفريقي من الغد، لكن لا توجد دولة في العالم يمكن أن ترجع إلى منظمة تهدد سيادتها ووحدتها بطريقة غير منصفة». وعبر العثماني عن استعداد المغرب ل«تصحيح هذا الخطأ بطريقة مناسبة وملائمة، لأن المغرب وفي للمبادئ والأسس التي ينبني عليها ميثاق الأممالمتحدة في احترام وحدة وسيادة وسلامة أراضي الدول»، مشيرا إلى أنه «احتراما لهذه المبادئ وتقديرا لجهود المجتمع الدولي لازلنا وسنبقى متفاعلين بطريقة إيجابية مع جهود المجتمع الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن لحل هذا الخلاف الذي دام طويلا، والذي يجب أن يصل إلى نهايته بطرق عادلة ووفق الشرعية الدولية، وهو ما يلتزم به المغرب». وعاد وزير الشؤون الخارجية والتعاون ليوجه رسائل سياسية إلى بعض الدول الإفريقية، خاصة جنوب إفريقيا وأنغولا، حيث سرد أمام الحاضرين أن نيلسون مانديلا كشف في حفل حضره الدكتور عبد الكريم الخطيب بجنوب إفريقيا أن أول شحنة أسلحة تلقاها كانت من المغرب، حيث قال مانديلا إنه توجه إلى الرباط والتقى بالخطيب حول هذا الموضوع». وأضاف العثماني أن «نيلسون مانديلا طلب من الخطيب مقابلة الملك الحسن الثاني لأنه كان يريد مالا وأسلحة، فرد عبد الكريم الخطيب بأنه سيمكنه من ذلك بعد 24 ساعة، حيث قام باستشارة الملك، وقدم له كمية من المال، ثم سأله عن المكان الذي يريد أن يتسلم فيه الأسلحة». وأشار وزير الخارجية في هذا الصدد إلى أن المغرب ظل مهتما بحفظ السلام بإفريقيا، سواء في لحظة استقلاله، حيث كان بحاجة لبناء مغرب المستقبل، لكنه انخرط في قضايا إفريقية منذ ذلك الوقت، أو مشاركته فيما بعد في قوات حفظ السلام في بعض الدول الإفريقية، إضافة إلى مساهمته في بناء العديد من الدول ما بعد النزاعات، والعمل على الحفاظ على وحدة وسيادة الدول الإفريقية كما هو الشأن بالنسبة إلى مالي.