يلتئم المكتب الجامعي لكرة القدم بعد غد الجمعة في اجتماع سيخصص للتحضير للجمع العام المقبل للجامعة، وتحديد موعده النهائي، خصوصا أن جامعة علي الفاسي الفهري أكملت أربع سنوات في تسيير الجامعة في 16 أبريل الماضي، دون أن تبادر إلى تحديد موعد جمعها العام بعد. وإذا كان الفهري يرغب اليوم وبإلحاح في أن يتولى رئاسة الجامعة لولاية جديدة، وبادر إلى جس نبض مجموعة من رؤساء الفرق، بعد أن كان إلى وقت قريب يبدي رغبته في المغادرة، إلا أن هذا الاجتماع يجب أن يكون على الأقل فرصة ليصارح أعضاء المكتب الجامعي بعضهم، ويعترفوا بأخطائهم، وأيضا بأخطاء رئيسهم علي الفاسي الفهري، علما أن المتأمل لحصيلة عمل الجامعة في الأربع سنوات الأخيرة بإمكانه أن يحكم عليها بالفشل في كثير من المجالات، في مقابل إشارات إيجابية بسيطة لا تغني ولا تسمن من جوع، قبل أن يخرج بخلاصة مفادها أن رئيس هذه الجامعة الذي يرغب في أن يتولى رئاستها من جديد ويترشح في الجمع العام، يملك ربما «سنطيحة» لا يتوفر عليها الكثيرون. لقد ظلت أغلب اجتماعات المكتب الجامعي منذ أن تولى الفهري رئاسة الجامعة تخصص في الغالب لمناقشة موضوع مدرب المنتخب الوطني، أو للانفصال عنه وتعيين مدرب آخر يخلفه في مهامه، ولذلك، بدا أن هذا المكتب الجامعي صوري أكثر منه واقعي، وأن غرفة القيادة توجد بيد أسماء محدودة، بينما البقية توجد في الهامش، ولذلك، لم يكن مفاجئا أن عبد الإله أكرم رئيس الوداد قال في وقت سابق ل»المساء» إن أعضاء المكتب الجامعي مجرد كومبارس، مثلما لم يكن غريبا أن أعضاء آخرين أصبحوا يتخلفون عن حضور الاجتماعات بل واختاروا مقاطعتها كشكل من أشكال الاحتجاج، علما أن من بين هؤلاء المحتجين من يتحملون بدورهم المسؤولية في الكثير من الأحداث والكثير من القرارات. إذا كان علي الفاسي الفهري رئيس الجامعة أثبت فشله الذريع، فإن أعضاء مكتبه الجامعي ومع استثناءات قليلة جدا، أثبتوا بدورهم أنهم لا هم في العير ولا هم في النفير، وأنهم مسؤولون مباشرون عن تردي الكرة المغربية، وعن الانحطاط الذي وصلت إليه. وللأسف، لا أحد اليوم بما فيهم رئيس الجامعة يريدون الاعتراف بأخطائهم، وبما اقترفوه في حق الكرة المغربية، فمعظمهم استطابوا كراسي المسؤولية، ولا يريدون أن يغادروا، وحتى عدد من الذين يوجدون في غرفة الانتظار، فإنهم يبحثون عن عضوية في المكتب الجامعي بأي ثمن، حتى لو كان الثمن أن يتحولوا إلى «براحة» و»نكافة» للفهري ومن معه. كرة القدم المغربية تعاني، وأحد أسبابها الرئيسية هو هذا المكتب الجامعي الذي يعد الأضعف ربما في تاريخ الجامعة المغربية منذ تأسيسها مع بزوغ فجر الاستقلال.