تعتبر مدرسة «جبل باني» من أقدم وأعرق المؤسسات التعليمية في جماعة «تغجيجت»، التابعة للنفوذ الترابي لدائرة «بيزكارن» في إقليمكلميم، حيث أطلق عليها البعض لقب «أم المدارس» اعتبارا لتاريخها العريق ورقعتها الجغرافية، الممتدّة على مساحات كبيرة، وتفرّع ثلاث مجموعات مدرسية عنها. ابتدأ التعليم العصري في قرية «تغجيجت» سنة 1947، حيث افتُتح قسم في المعسكر المقابل لمقر القيادة القديمة، سُجّل فيه ثلة من أبناء الفقراء الذين فرِض عيهم هذا النوع من التعليم، إذ كان القسم المذكور تابعا لإدارة «بيزكارن»، المحاذية لتغجيجت، وفي الموسم الدراسي 1953 -1954 تقدم أول فوج في تغجيجت لنيل الشهادة الابتدائية، نجح منهم تلميذان، وهما محمد أتسلامت وأحمد تكني، فيما نجح تلميذ واحد فقط في السنة الثانية، التي أعقبت تخرّج أول فوج بالشهادة الابتدائية، وهو بنعاشر أرجدال، وبقيت الحالة على هذا النحو إلى سنة 1957، حيث تم إنشاء إدارة جديدة في «تغجيجت»، وعُيّن فيها محمد لطفي كأول مدير للمجموعة المدرسية «تغجيجت»، والتي أصبحت تضمّ فروعا مدرسية في كل من دواوير (تاينزرت، أداي، آيت اللول، إمتضي، تيمولاي، تاكموت، آيت جرار وتيسلان). وبحكم شساعة النفوذ الترابي لمجموعة مدارس «تغجيشت»، فقد تفرّعت عنها مجموعة مدرسية جديدة في سنة 1977، تسمى مجموعة مدارس «أداي آيت حربيل» وتضمّ خمس وحدات مدرسية (أداي، آيت اللول، تيمولاي صرور امتضي، وتايزرت) قبل أن تنفصل وحدة «تاينزرت» سنة 1979 وتضاف إلى مجموعة مدارس «جبل باني»، قبل أن تصبح مدرسة مستقلة سنة 1980، حيث انفصلت عنها «تيسلان» و»تكموت» في سنة 1982. وتتكون مجموعة مدارس «جبل باني» من إدارة ومطعم و23 قاعة دراسية، وقاعة لذوي الاحتياجات الخاصة، وقسم للتعليم الأولي، فضلا على قاعة للإعلاميات «جيني» ومكتبة مدرسية تحمل اسم الحاج أحمد أو بنحماد وملعب رياضي.. كما يستفيد جميع تلاميذ المؤسسة، البالغ عدد زهاء 400 تلميذ، من برنامج «تيسير»، الخاص بالتحويلات المالية المشروطة، علاوة على استفادتهم من مشروع «مليون محفظة»، المطعم المدرسي، واستفادة جزء منهم من الزيّ المدرسي. كما عقدت المؤسسة عدة شراكات تربوية، بينها شراكة في مجال التعليم الأولي مع «جمعية الصداقة»، وشراكة مع «جمعية النخلة»، خاصة بإحداث قسم للأشخاص في وضعية إعاقة، لكنّ بنياتها التحتية لا تزال في حاجة إلى مزيد من العناية، خاصة أنها تعدّ من أكبر المؤسسات التعليمية في المنطقة. وعلى مدى 66 سنة تخرّجَ من المؤسسة عدد كبير من الأطر العليا في مختلف المؤسسات العمومية، بينهم البشير بن أحمد، مفتش جهوي للبنك الشعبي، والدكتور مبارك الودالي، الطبيب العام، وأحمد هيفون، المفتش الجهوي للضرائب، والبروفسور نادية العويسي، اختصاصية طب العيون في الدارالبيضاء، وغيرهم كثير من رجال التعليم والمنتخبين، علاوة على أنّ المؤسسة تستفيد حاليا من ورش التخلص من البناء المفكك، ببناء أربعة أقسام من البناء الصلب، إضافة إلى مشاريع أخرى خاصة بجمعية دعم مدرسة النجاح. ومنذ تأسيسها في سنة 1947، تعاقب على تسيير مدرسة «جبل باني» 17 مديرا، أولهم الفرنسي جان هردي، الذي ترأس المؤسسة عندما كانت فرعية تابعة مجموعة مدارس «بيزكارن»، قبل أن تتحول إلى مجموعة مدرسية ويتناوب على تسييرها تسعة مديرين، وهم، على التوالي، محمد لطفي، حسن أبو الفتوح، محمد أبو البهتان، حسن جنان، أحمد ماء العينين، جامع أصفار، محمد باصر، الحسين لبيب، الأمين بوعجاج.. وفي سنة 1981 تحولت إلى مدرسة مستقلة، وتعاقب على تسييرها سبعة مدراء، وهم على التوالي محمد مقور، علي خليل، الحسين بروا، مبارك البشيري، محمد الوقيني، محمد أبى، وحاليا رشيد بخوش، الذي تحمّل مسؤولية تسيير المؤسسة منذ بداية الموسم الحالي، فيما تناوب على التدريس فيها ما يزيد على 170 أستاذا وأستاذة، نذكر منهم الحاج محمد محسن والحسين همام وجلالي العنطري ومحمد الباشا ومحمد مسكين وأحمد عبيد ومحمد ناجد ومحمد مقور وغيرهم.. ويُذكر أنّ جماعة «تغجيجت» تقع في الجنوب الغربي للمملكة، وتنتمي إداريا إلى إقليمكلميم، كما توجد على الطريق الرئيسية المتجهة إلى إقليم طاطا، فيما تبلغ «تغجيجت» 1385 كيلومترا مربعا، حيث تحدهّا شمالا جماعة «أداي» وإفران الأطلس الصغير»، وجنوبا جماعة «فاسك» وآسا الزاك»، وشرقا جماعة «فمّ الحصم» وآسا الزاك»، وغربا جماعة «تيمولاي» وجماعة «إفران الأطلس الصغير»، أما عدد سكان جماعة «تغجيجت»، حسب آخر إحصاء رسميّ في المملكة، فيتجاوز 11 ألف نسمة، بينهم أزيد من 7 آلاف في مركز الجماعة.