تفجرت أزمة جديدة في فريق الوداد الرياضي لكرة القدم، بعد أن أعلن فصيل «الوينيرز» المساند للفريق «الأحمر» تنصله من الاتفاق المبرم مع رئيس الفريق عبد الإله أكرم، إثر ما اعتبروها «خرجة إعلامية» غير محسوبة للمتحدث باسم رئيس الوداد عبد الرحيم الوزاني، وقرارهم بالعودة من جديد للاحتجاج والمطالبة بالتغيير. وإذا كان من حق كل طرف أن يعبر عن وجهته نظره في ما يجري ويدور، مثلما أن من حق رئيس الوداد عبد الإله أكرم أن يعين من شاء ليتحدث باسمه، إلا أن هناك الكثير من الملاحظات التي يمكن الإدلاء بها في هذا السياق. أولا: هذه ربما أول مرة يعين فيها رئيس لفريق كرة قدم في العالم متحدثا باسمه، يتولى الإدلاء ببعض التصريحات بدلا منه، علما أن أكرم رئيس الوداد منفتح على الصحافة، ويدلي بالتصريحات، ويتواصل باستمرار، كما أنه ليس أخرسا لا يقوى على الكلام، حتى يعين متحدثا باسمه، علما أن من حق أي رئيس فريق أن يحيط به مستشارين في مجالات متعددة، شريطة ألا يحصلوا على تعويضاتهم من مالية الفريق. ثانيا: تعيين متحدث رسمي باسم الرئيس من شأنه أن يثير الكثير من الجدل، لأنه أثناء حديثه إلى وسائل الإعلام قد لا يميز بين قناعاته الشخصية وقناعات من يتحدث باسمه، وبالتالي قد يقع في الخلط، ويصبح في النهاية، أشبه بمن «جا يكحلها فعماها» كما يقال. ثالثا: لوحظ أن عددا من مسيري الوداد وبينهم الناطق الرسمي للوداد صلاح أبو الغالي هبوا للحديث في هذا الموضوع، ليبدوا استنكارهم وليركبوا بدورهم على موجة الاحتجاجات، والغريب أنه لما هاجم رئيس المغرب التطواني عبد المالك أبرون المدرب بادو الزاكي فإنهم ابتلعوا ألسنتهم وكأن ذلك لا يعينهم في شيء. رابعا: بعض ما قاله المتحدث باسم رئيس الوداد عبد الإله أكرم صحيح، فليس مقبولا كيفما كانت الاحتجاجات أو العمل الذي يقوم به رئيس الوداد أكرم، أن يصل الاحتجاج إلى حدود السب والقذف في الأعراض والتهديد بالقتل، مثلما وقع في وقت سابق. الاحتجاج إذا تم يجب أن يكون باحترام للآخر، فالاختلاف يجب ألا يولد الكراهية والعنف والعنصرية، بل إنه يجب أن يكون اختلافا بوسائل حضارية، تعطي الدروس للجميع، وتؤكد أن للوداد مناصرون في المستوى، يعرفون كيف يبلغوا رسائلهم. خامسا: الاتفاق الذي كان أكرم قد أبرمه مع ممثلين عن فصيل «الوينرز» لم يكن له معنى، لأنه تم دون العودة إلى المكتب المسير، بل وكشف أن بعض القرارات يتم اتخاذها بشكل انفرادي، هذا مع أن على العديد من محبي الوداد أن يدركوا أن هناك منتسبين للمكتب المسير، يتحركون دفاعا عن مواقعهم ومصالحهم الخاصة وليس عن مصالح الفريق، وذاك موضوع آخر.