قرر حزب العدالة التنمية خوض غمار تغطية جميع الدوائر الانتخابية في الاستحقاق الجماعي المرتقب في ال12 من يونيو المقبل. وفي هذا السياق، عقد الحزب، طيلة يومي السبت والأحد المنصرمين ببوزنيقة، ملتقى وطنيا للجنته المركزية للانتخابات بهدف تحفيز مسؤولي الحزب في الأقاليم والجهات على المشاركة القوية في الانتخابات الجماعية القادمة. وهيمنت على أجواء هذا الملتقى فرضية انفتاح الحزب على أعيان الانتخابات، خاصة في العالم القروي، الذي يبقى حضور الحزب فيه ضعيفا، بل منعدما، حيث ارتفعت أصوات داعية إلى ضرورة الانفتاح على بعض الأعيان في العالم القروي المشهود لهم بالاستقامة والنزاهة من أجل الترشح باسم الحزب في الانتخابات الجماعية القادمة لسد النقص الحاصل في عدد مرشحي الحزب في هذه المناطق. لكن، مقابل ذلك، حذرت أصوات أخرى من الدفع في اتجاه الانفتاح على الأعيان باعتباره خيارا قد يدخل الحزب في متاهات تسيء إلى سمعته وسط الرأي العام كما وقع لعدة أحزاب أخرى. وقال جامع المعتصم، رئيس اللجنة المركزية للانتخابات التابعة للعدالة والتنمية، إن حزبه لا يرى مانعا في الانفتاح على أعيان الانتخابات، لكنه اشترط أن يكون هذا الانفتاح مؤطرا بالمسطرة الوطنية للحزب التي تحدد الشروط المطلوبة في أي شخص يريد الالتحاق بصفوف الحزب. «غير أن هذا لا يعني، يقول المعتصم، أن الحزب ينحو منحى التشدد في فتح أبوابه أمام مرشحين من أعيان الانتخابات في العالم القروي، بل سنعتمد مرونة مع بعض الأعيان المعروفين بالنزاهة والاستقامة». واستبعد المعتصم، في اتصال مع «المساء»، أن يغطي حزبه جميع الدوائر الانتخابية، وقال في هذا السياق: «إن هذا الأمر غير ممكن، لأن تغطية جميع الدوائر تتطلب من الحزب حشد أكثر من 25 ألف مرشح في مختلف التراب الوطني، وهذا رقم كبير وليس هناك حزب من الأحزاب بما فيها الكبرى قادر على توفيره». لكن المعتصم أكد، في المقابل، أن حزبه عازم على تغطية جميع الجماعات التي ستعتمد فيها اللوائح الانتخابية التي يبلغ عددها 92 لائحة. وتوقع المعتصم أن يغطي الحزب قرابة 20 في المائة من الدوائر الانتخابية، عكس الانتخابات الجماعية لسنة 2003 التي لم تتجاوز فيها نسبة تغطية الدوائر الانتخابية 6 في المائة، وهو ما يعني أن الحزب سيرشح أكثر من 4300. وقال المعتصم إن الحزب سيدفع أيضا في اتجاه تقوية الحضور النسائي ضمن مرشحيه في الاستحقاق الجماعي القادم، غير أنه لم يحدد عدد المرشحات من النساء في هذه المحطة الانتخابية.