في عملية تهريب مثيرة، هي الأولى من نوعها، ضبطت عناصر الأمن في منطقة «المنار» في طنجة، سيارة شحن صغيرة تحمل كميات كبيرة من الأسماك و»أكباداً» مشبوها في مصدرها، والتي تم تهريبها من مدينة سبتةالمحتلة، وكانت متوجهة إلى الأسواق المحلية في طنجة والمناطق المجاورة. وكانت سيارة الشحن قد حاولت تجاوز حاجز أمنيّ في منطقة «المنار» الساحلية عنوة، مساء أول أمس الاثنين، حيث رفض سائقها التوقف، متجاوزا الموانع، ما اضطرّ عناصر الأمن إلى وضع حاجز من المسامير أمام الشاحنة التي مرّت فوقه، ما أدى إلى تضرر العجلات، ليضطرّ السائق ومرافقه إلى الهرب والاختفاء وسط الغابة المجاورة للحاجز الأمنيّ. وعند تفتيش السيارة، عثر رجال الأمن على 36 صندوقا من السّمك المُجمَّد، القادم من سبتة، كما عثروا على كميات من «الكبد» المشبوه، والذي كان سيباع في الأسواق على أنه «كبد أبقار». وتقول مصادر مطلعة إنه من المُرجَّح جدا أن يكون الكبد المصادَر هو كبد خنازير، وفق المعطيات الأولية التي تم التوصل إليها. كما كشفت التحقيقات الأولية أنّ السمك المحجوز تم اصطياده في الأصل من المياه المغربية ودخل إلى سبتة بطريقة غير شرعية، ليعاد إلى المغرب مجمَّدا على أنه سمك «مستورَد».. وحسب مصادر مطلعة فإنّ الكميات المحجوزة من السمك و»كبد الخنزير» لم تكن تحترم شروط الحفظ. ورغم أنها المرة الأولى التي يتم فيها ضبط مثل هذه المواد المُهرَّبة، فإنّ المعطيات الأولية تشير إلى أنّ شبكة تقوم بعمليات تهريب مماثلة منذ سنوات، وأنها تُسوّق أكباد الخنازير في الأسواق المغربية على أنها أكباد عجول أو خرفان، خاصة في شهر رمضان، الذي يكثر فيه الطلب على هذا النوع من اللحوم. وحاولت «المساء»، طيلة صباح الأمس، الاتصال بمكتب حفظ الصّحة في طنجة لمعرفة موقفه من هذا الموضوع، لكنّ الهاتف ظل يرن دون جواب. وخلّف ضبط هذه الأسماك وكبد الخنزير موجة استياء عارمة في طنجة، خصوصا أنّ السيارة التي نقلت المواد المُهرَّبة قد «مرّت» من نقطة التفتيش للجمارك في المنطقة الفاصلة بين سبتة والمغرب.. كما أنّ هذه السيارة عبَرت عشرات الكيلومترات عبر الطريق الساحلي ما بين سبتةوطنجة، وهو الطريق الذي توجد فيه الكثير من حواجز الدّرك، أهمّها الحاجز الموجود في مدخل منطقة «ثلاثاء تغرامت»، والحواجز الموجودة على مقرُبة من الميناء المتوسطي، والحاجز الموجود في منطقة القصر الصغير، والحاجز الموجود في منطقة وادليان، وهي كلها حواجز مرّت منها سيارة التهريب «بسلام».