وجه الاقتصادي نجيب أقصبي انتقادات قوية لما يجري حاليا على الساحة السياسية، بعد قرار المجلس الوطني لحزب الاستقلال الخروج من حكومة عبد الإله بنكيران، معتبرا أن ذلك ليس سوى لعبة سياسية ضيقة سيؤدي الاقتصاد الوطني ثمنها باهظا. وقال أقصبي ل«المساء»، إن المغرب كان من المفروض أن ينخرط حاليا في إصلاحات عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بدل الدخول في صراعات من أجل تحقيق مصالح ذاتية صغيرة على حساب المصلحة العليا للبلاد، مشيرا إلى أن الاقتصاد الوطني دخل نفقا مظلما سيعيده إلى نقطة الصفر، بعد فشل الحكومة بجميع مكوناتها في حل مشكل المقاصة وصناديق التقاعد والمديونية وعجز الميزانية. وأضاف الخبير الاقتصادي أنه حتى في حالة تجاوز الأزمة السياسية الحالية بعد عدة أيام، فإن ذلك لن يعيد الاقتصاد الوطني إلى السكة، طالما أن مناخ الأعمال يتضرر بشدة يوما بعد يوم، نتيجة فقدان رجال الأعمال للثقة، مؤكدا أن الوضع الراهن لا يريح أحدا وسيخلق جوا من الانتظارية وعدم الوضوح في الرؤية وسيعطي إشارات سلبية للمستثمرين، الذين يعتبر الاستقرار السياسي أهم دوافعهم للاستثمار. واعتبر أقصبي أن «حزب العدالة والتنمية لا يتحمل لوحده وزر ما يجري حاليا»، مشيرا إلى أن أحزابا أخرى «قبلت بدخول اللعبة» تتحمل نصيبا وافرا في الوضع السياسي الراهن. وأكد أن السيناريو الحالي يمثل النقطة صفر في السياسة، متسائلا عن الحزب الذي سيقبل المغاربة بالتصويت له إذا ما أجريت انتخابات مبكرة، طالما أن جميع التيارات السياسية تبيع لهم الوهم ولم تستطع إلى الآن تلبية حاجياتهم الأساسية. وكان حميد شباط، قد أعلن، بدعم من شبيبته وباقي أعضاء المجلس الوطني للحزب، خروج حزبه من الحكومة، في خطوة وإن لم تكن مفاجئة، نظرا للمخاض الذي سبقها، فإنها ستشكل صفعة لحزب العدالة والتنمية. ويجمع الاقتصاديون على أن الخطوة التي أقدم عليها حزب الاستقلال ستخلق مأزقا سياسيا ستكون له انعكاسات اقتصادية وخيمة، إذ ستعيد الاقتصاد الوطني إلى نقطة الصفر.