أثارت وفاة شابة عاطلة عن العمل خلال عملية الولادة في مستشفى الدراق في زاكورة «سخط» مئات السكان، الذين نزلوا في مسيرة احتجاجية ليلية جابت مجموعة من الشوارع والأزقة و شاركت فيها عدة جمعيات وهيئات حقوقية وسياسية في المنطقة احتجاجا على الوضع الصّحي. وتنتمي الضحية إلى مجموعة المعطلين في المنطقة، والتي عزت مصادر حقوقية وفاتها إلى «الإهمال» وإلى «غياب التجهيزات الطبية الضرورية في المستشفى المذكور». وردد المحتجّون الذين، ظلوا يحتلون الشارع حتى ساعات متأخرة من ليلة الخميس الماضي، شعارات تندّد ب«الإهمال» الذي يعانيه المرضى الوافدون على المستشفى المذكور، والذين «غالبا ما تتم إحالتهم على المستشفى الإقليمي في ورزازات» في ظلّ غياب الآليات الطبية اللازمة. وقد تميّزت المسيرة الاحتجاجية بإنزال أمنيّ مكثف تحسّبا لأي تطور، دون أن يتم أي تدخل في حق المُحتجّين، حيث اكتفت القوات الأمنية بالمراقبة. وأكدت مصادر من المدينة أنّ المسيرة الاحتجاجية وازاها إغلاق المحلات التجارية، حيث إنه مباشرة بعد انتشار خبر الوفاة انضمّ العديد من المواطنين والحقوقيين والجمعويين إلى المستشفى لتنطلق المسيرة، التي وصفت ب»السلمية»، والتي جابت أرجاء المدينة. وخوفا من أن توازي المسيرة الاحتجاجية أعمالُ شغب أو عنف فقد أغلقت الدكاكين والمحلات التجارية، وهي المسيرة التي شارك فيها أيضا منخرطو الفرعين المحليين بفي زاكورة للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إضافة إلى جلّ الهيآت النقابية والسياسية في المدينة. ويُذكر أن الشابة الهالكة «رقية ع.» (تبلغ من العمر 33 سنة) توفيت يوم الخميس الماضي في حدود والي الساعة الرابعة عصرا، بعدما دخلت المستشفى صباح اليوم نفسه من أجل الوضع، غير أنها أصيبت بنزيف، بعد أن ظلت في المستشفى نفسه لستّ ساعات، حيث وفي غياب أي تدخل جراحي -بسبب ما وصفته المصادر ذاتها ب«غياب طبيب جرّاح»- فارقت الحياة متأثرة بالنزيف الذي أصيبت به. وأكدت المصادر ذاتها أنّ حادث وفاة الشابة المذكورة ليس هو الأول من نوعه في المدينة، حيث سبق لشابة معطلة أخرى من مْحاميد الغزلان أن فقدت -في سابع دجنبر الماضي- جنينها للأسباب نفسها وفي المستشفى نفسه، وفق المصادر ذاتها. وقد حاولت «المساء» الاتصال بمدير مستشفى الدراق، غير أنه تعذر عليها ذلك رغم الاتصال به مرّات كثيرة.